
بيت الأدباء والشعراء
صــوت الضـــمير .. المستشار / د : سـليم أحمـد حسن ـ الأردن ************************************
صــوت الضـــمير ..
المستشار / د : سـليم أحمـد حسن ـ الأردن
************************************
آه ٍ .. آهْ ، من نفس ٍ لا تدرك أن الموت بعـــزّ ٍ ، خـيرٌ من ذل ٍ وحيـاة ْ
آه ، من قـلبٍ عشعــشَ فيه الخـوفُ ،الصـــدأ ، الجــرحُ فـــأدماهْ ..
آه ، من خطب ٍوقصائدَ قلناها ، وكان نفاقــًا ما قـلناهْ .
أعجــبُ ، أقــرفُ ، أ ُقــْـتــَـلُ ، أ ُسْــحـَـــــقُ ..
حين أقارنُ ما حققنا بالقول ِ، بما من عمل ٍ حققــناهْ !
فــي الأولــــى جهــــة القــــول .. نافقنا للرؤســـــاء وللزعمـــــاء ،
حــاربنا بصــواريخ الكلمات الأعـداء ، ورفعنـا كل شـعارات الوحدة والحرّية ،
وهتفنا للوطن الواحد ،والشعب الــــواحد والآمال العربية .
هــاجمـــنا الاســـتعمار وأســـقطـناه ْ،أعجبنا ما قلناهْ ، وخـدعـــنا أنفســنا
بالمعسول من القول وصـّدقــناهْ،هل ذاك غباءٌ أم د جل ٌ، أم خــوفٌ ؟
أم كذبٌ يـُـنجي من عمــل ٍ..لا نقدر أن نعمله ، ووجدناه طريقا سهلا فسلكناهْ ؟
هـو هـذا ، أو ذاك فـلا فـرقَ ، فنحن جميعا .. نعرف درس التضليل ، أو التبرير ، وإيجاد الأعــذار .. وحفظنــــاه ُ، وأتقنـــاهُ ، ومارســناه ْ..
****
فــي الجهة الأخـــرى ، جهــــة الفعـــــل !
لم نعمل شيئا ، لنحقق شيئا ، وزرعنا شوكا فحصدناهْ ..
فلينظر كل منّا في المرآه ، لـــــــــيرى الــوجه الآخـــر !
ويـــدقـقَ كم فعـلا تختلفُ الأشباهْ !
فليســـكتْ كل الخطبـــاء، وكـــل الشــعراء ..
هـــذا خــــدر قـد عفنــــاهُ ، وكشــــفـــــناه ْ..
هــذا حلـــم كان لــذيــذا مـــا أحــــلاهْ ..
لكن حين أفقنا أدركنا ، كم كان الحــلم قصـــيرا ،
كم كان الخطرعظيما ، كم كان الألم كبيرا .
كم كان الجرح عميقا ، كم كنا مخدوعين ومســلوبين ..
خدرا كان كلام الشعراء ، وهمـا كان حماس الخطباء ..
نمنــا نحــلم بالنصــر ، وبالقدس ، وفلسطين ..
وأفقـــنا نطلب لـُـطــــــفَ اللــــــــه ..!
****
ذلك أنــــّـا صـدّقنــا أن النصر سيأتي بالأدعية وبالكلمات ،
ونســـينا قـول الله ، ” وأعــــدوا ..وقـــــــــل اعمــــلوا .. ”
هل يـُـنـْصَـرُ من خالف أمر اللهْ ، لا واللـــه ْ! وآ إســلاماه .. وآ عـرباه ،
يــا أمتنــا الإســـلامية ، يــا أمتنــــا العربيــــة ..
بركان الغضب العـربي يتفجـّر فيكم، والمارد يصحـو فيكم ..
آن أوان العمل الصادق ، والحب الصادق والجمع الصادق ،
آن أوان تـآزركم ، وتعـــاونكم وتـــــآخيكم .. يجمعــــكم حبـــل الله ،
اشـــهد يــا ربّ ُ .. بأنـّي قـد بلــّغت ..
* * * * * * * * * *