بيت الأدباء والشعراء

الضحية

الضحية
فمها بئر يبتلع ما تطاله مخالبها رغم رقى احساسها بالأمومة، تخطيها لأمواج قاسية، حملتها فى صندوق سيارة جرت بانكسار قلبها، قذفتها بعيدا عن جرائها، استراح الحى ساعات من سعارها ، عاودت هزيلة، لاهثة، تجر وسطها منهكة، تشممت الثرى لاقتفاء أثر توائم روحها، تختطفتهم الحداءات إلا واحدا توارى اسفل صندوق قمامة، جادت عليه القطط بالحماية و الغذاء، مدت الثكلى ذراع الأمل، سعى فى ظلها، انتفخت بطنها بالحياة، أفرغت رحمها ببيت مهجور، ارضعتهم الحذر حتى شبوا ، فزع أهل الحى من ظهورهم المفاجئ، تذمر الكارهون لأمهم، هموا بشطبها من سجل الوجود، واجهتم بنباح نسلها، اذعنوا لضجيجهم، أخرستهم بوجبة عظم مكسو بطبقة من اللحم المسلوق، ومضت عين الكلبة بامتنان و بشاشة، ظلت كلما لمحتنى تسير مطرقة جوارى تؤمن عبورى بؤرة رعب متنامى، لم يجل ببالى خطرها إلا حين اكلت كبدى و هى تتلمظ بين أعواد البوص، تشبع نهمها بقطع دابر كائنات عديمة الحيلة، ثقبت أنيابها فراء قط لم تكحل عيناه بضوء الحياة، فطمته عن التقام ثدى ضامر لهرة بائسة، هرولت بغنيمتها، لاحقتها استنقذه من ضمة فكيها، قضمت عنقه، تتبعتها بعصا، تسابقت أفواه مشرعة بالوعيد لعقرى. زمجرت فوهة بركان غضبى مؤذنة بتساقط حمم غيظى لتطمر فصيلها.
طارق الصاوى خلف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: