بيت الأدباء والشعراء

قصة:”غروب القدر وشروق النصيب”

قصة:”غروب القدر وشروق النصيب”

…بين ضباب كثيف لاح خيال قادم من بعيد قد أنبأه حدس فطرة عبرت الفكر, بحدوث أمر جلل من المنتظر الوقوع ذاك اليوم أنه من المرجح أن يكون لقاء بمكان ما ينتهي بمناسبة سعيدة.

أت يتمختر بدلال متمايل يعكس لوحة أنثى بإتجاه مروان على الطريق بين زقاق كان ماراً به يود زيارة صديق, بينما أجواءه مكدسة في سكرات الطلاق قاصداً إحدى المنازل المتواجدة لذاك الحي, شخصية خجولة منطوية على نفسها لا يعرف من أمو الدنيا سوى البيت والعمل ثم المسجد لا تلهيه تلك الفراغات التي يعمر بها الاَخرون أوقاتهم( المقهى, التسكع بالشوارع ,الخ), حيث دخل بيت صديق يستقصي أحوال أخباره ولرؤيته للدردشة عن كل الأوضاع الخاصة والعامة, جلس يتبادل أطراف الحديث مع طارق على نغمات الشاي الساخن الذي أعده لمناقشة الحدث وأمور الدنيا ككل . بينما هما كدالك رن جرس هاتف طارق المحمول لينظر من خلال الشاشة من المتصل ,فقام مسرعاً وهو يتحدث بهمسات مع المتكلم قاصداً الباب للمنزل لفتحه,فإدا بشابة بمقتبل العمر في الأربعينيات تدخل مسلمة عليه بالأحناك مقدمها لي بأنها من العائلة إبنة خالته ,مرتدية لباس محتشم متوسطة الطول على قدر من الجمال يوحي بأنها متدينة , فجلسة حورية بعد إلقاء السلام علي باِستحياء لتسأل عن أحبارخالتها التي تعيش بالمهجروكل ما يخص أمور العائلة من أخبار وجديد تفاصيل الأحداث,لم ينبش مروان بكلمة واحدة بل أراد الاِنسحاب بهدوء ما دام صارت أجواء عائلية لا تخصه, استوقفه طارق وأجلسه بمكانه لتكميل الكلام الذي دار بينهما بعد اِستئدان إبنة خالته ,التي رحبت وتأسفت لمقاطعتهما مرغمها طارق على البقاء معهم كي تستمع لحوارهم وربما تبدي بمداخلاتها ورأيها بوضع مروان.

جلست منكمشة بمكانها صاغية مطأطأة الرأس في خجل على كلامهم وروايات ما جرى لمروان في حياته, بلحظة اِستئدن طارق فالشاي كان قد خلص من أجل حورية ودخل المطبخ ,وهم قصاده جالسين بالبهو يكلمهم أن يكونا على سجيتهم ويأخدو راحتهم بالسرد, دون شعور وجد مروان نفسه يسأل حورية إن كانت متزوجة أو مرتبطة مادام قد باح بأموره الشخصية, لتجيب على أن صاحب النصيب لم يحن بعد وأن لكل شيء وقته و أوانه وهي غير قانطة من القدر,فجأة ودون مقدمات وجد مروان نفسه إلا وهو يعرض عليها إن كانت تريد الإتباط به على سنة الله ورسوله ,شارحاً لها ظروفه و أوضاعه الخاصة والعامة.

عم الصمت لبرهة تمنى لو ألجم لسانه على جرأته الغير المعتادة أو أنه تبخر وتلاشى من مكانه,ليتفاجئ بقبولها الطلب مادام بالحلال و أنها رأت فيه الشخص المناسب لتكمل مشوار حياتها معه, فهي تريد فقط الستر والعفاف لا يهمها إن كان غنياً أو فقيراً بل ما يهمها هو نضوج العقل وحسن الأخلاق, والذي لامستهم فيه من خلال تواجدها معهم بدالك اللقاء الغير المرتقب.

ظل المسكين مرفوعاً لم ينبش بكلمة فهو لم يصدق على أنها ستوافق عليه بهده السهولة والسرعة, أما طارق فرحب بالموضوع وبارك لهما تلك الخطوة الإيجابية, وصار يتكلم إلا بكل خير عن مروان وما يتصف به من حسن العشرة الصافية ورقي السلوك من خلال الإحتكاك به, ثم صدق الكلام عند الحديث زيادة على جودة التعامل الذي يلقاه منه وبأنه وفي للعهد وأمين على الأسرار, لا يدخن ولا يشرب متدين لا يعيبه شيء إلا من توتر قد أصابه في رحلته الأولى…

للحديث بقية .تمت بقلم محمد ختان القصة واقعية تغير فيها فقط الأسماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: