
بيت الأدباء والشعراء
بنت سواق ميكروباس
#بنت سواق الميكروباص
في أحدي كليات الطب تدخل الدكتوره المدرج
الدكتوره : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميع الطلبه في صوت واحد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الدكتورة : ازيكم عاملين ايه؟ كل عام وانتم بخير وصحه وسلامه.. النهارده اول يوم دراسي في الترم الثاني ومن حسن حظي اني هكون معاكم الترم ده قبل ما اعرفكم بنفسي او اقول اي حاجه احب اقولكم ان اي حد ظروفه صعبه او مش هيعرف يشتري الكتاب بتاعي يكتبلي ورقه بعد المحاضرة ويبعتهالي مكتبي وانا هعفيه من شراء الكتاب بإذن الله
فرد احد الطلاب قائلاً ازاي يادكتورة ده كل الدكاتره اللي قبل حضرتك قالولنا اللي مش هيشتري الكتب هيسقط في أعمال السنة
الدكتورة بابتسامة انا مليش دعوه بحد انا بتكلم عن كتابي انا
رد أحد الطلاب ضاحكاً كده يا دكتوره كل الطلبه هتبقي ظروفها صعبه ومفيش حد هيشتري الكتاب خالص
ضحكت الدكتورة قائلة: مفيش مشكلة انا مسامحه و هحكيلكم قصه حلوه بما انها اول محاضرة ليا معاكم وانا مش بحب اشرح فيها بحب اتعرف فيها على الطلبه اللي عندي..
ثم بدأت تقص عليهم
من 20 سنة قبل انتم ما تتولدو وتشرفو على الدنيا كان فيه سواق ميكروباص اسمه احمد عبد التواب عنده بنت في اولي طب في سنكم بالظبط ……
#عم احمد سواق الميكروباص لابنته يلا بقي زمان الميكروباص الموتور بتاعه سخن برة انا مشغلها من بدري يلا عشان اوصلك
فاطمه حاضر يااحلى اب في الدنيا
عم احمد تحبي اجي اخدك الساعه كام يا بنتي
فاطمه: لسه مش عارفه عندي محاضرات ايه وهخلص امتي… هبقي اطلع من الكليه واجيلك في الموقف
عم احمد خلاص هستناكي ان شاء الله
نزلت فاطمه علي كليتها وذهب عم احمد بسيارته القديمة لموقف سيارات الاقاليم ليأخذ دوره
عم جلال السواق قائلاً لعم احمد: ازيك يا ابو الدكتوره
عم احمد بابتسامة: الحمد لله يا عم جلال يا راجل يا طيب انا دوري الكام
عم جلال: دورك الخامس ان شاء الله يا اسطي
والنهارده مفيش عجل كتير لان الجو وحش و شكلها هتمطر كتير
عم احمديلا الحمد لله المطر ده رزق فرصه اشتغل النهارده واسهر شويه
عم جلال: ربنا معاك يا احمد
وتمر الساعات وتخرج فاطمة من الكليه وتذهب للموقف لوالدها الذي يأخذها في الميكروباص مع الركاب ليوصلها لبيتهم الصغير في أحدي القري وفي الطريق تحدث فاطمه والدها انها تحتاج ٣٥٠ج في الغد لتشتري بعض الكتب ولشراء جهاز قياس الضغط وبالطو ابيض فيرد عم احمد قائلاً: لازم بكرة بكرة
فاطمه: اه والله يا بابا الدكاتره اللي طلبو مننا كده
عم احمد وهو لا يعرف كيف يدبر المبلغ: ربنا يسهل الحال يا بنتي …. خلاص روحي البيت اتغدي وذاكري وانا هسهر شوية في الشغل
فاطمه بخوف: بلاش النهارده يا بابا الجو وحش وشتا جامد
عم احمد: ربنا هو الحافظ يا بنتي
ثم أنزل الركاب فى الموقف واوصل فاطمه الي المنزل ورجع الي الموقف مرة اخرى الذي
كان خاليا تماماً من السيارات المتجهه إلى الاسكندريه والركاب كثيرون حّمل عم احمد الميكروباص واتجه إلى موقف اسكندرية فوجد الموقف خاليا من السيارات ايضاً لسوء الأحوال الجوية.
ظل عم احمد ينتظر الركاب في سيارته من العصر حتى الساعه الثانيه صباحا
ولم يجد أي ركاب في موقف اسكندريه لينقلهم لدمنهور فاضطر ان يمشي بسيارته فارغة دون اي ركاب بعد ان جمع لابنته فاطمة
٢٠٠ ج فقط من المبلغ المطلوب وفي الطريق وقف احد الرجال مرتديا بدلة شيك يشاور لسيارة عم احمد وكأنه يستغيث به وقف عم احمد بالميكروباص فقال له الرجل: ممكن توصلني دمنهور وهديلك اللي انت عاوزه
فأسرع عم أحمد قائلاً له اركب
يااستاذ الله يكرمك من المطر ده ونتفاهم بعدين
ركب الرجل بجانب عم أحمد في الامام فقال له الرجل معلش يا اسطي انا مش معايا فلوس ممكن توديني لحد البيت وهحاسبك زي ماانت عايز
لم ينظر عم احمد الي بدلة الرجل الغاليه ولا لشياكته واناقته ويتساءل كيف لرجل مثله يرتدي اغلي الملابس وليس معه اي فلوس وإنما قال له فلوس ايه بس ..
يا استاذ ربنا يحفظك.
نظر الرجل لعم أحمد وقال له وانا راجع طلع عليا شويه بلطجيه سرقو عربيتي ورموني مكان ما لاقتني كده.
عم احمد بدهشةمعقول طب نروح نعمل محضر يا استاذ
رد الرجل قائلاً محتاج بس اروح البيت اغير هدومي واطمن زوجتي واولادي واطلع على القسم اعمل محضر بالواقعة
عم احمد مش مهم العربيه ومش مهم اي شئ المهم انك بخير… الفلوس بتروح وتيجي يا استاذ.
ولما وصل عم احمد إلى دمنهور واتجه إلى بيت الرجل ليوصله الى باب بيته.
قال له الرجل استناني بالله عليك يا احمد هغير هدومي واجي معاك القسم اعمل بلاغ بسرقة العربيه.
عم احمد حاضر انا في انتظارك
دخل الرجل وبعد أقل من دقيقة سمع عم احمد صوت الرجل وهو يصرخ الحقني يا عم احمد الحقني..
جري عم احمد الي البيت مسرعاً في ايه يا بيه في ايه؟
الرجل وهو مرعوب انبوبه الغاز مسربة وزوجتي واولادي غايبين عن الوعي انقلهم معايا للعربية بسرعه..
فأخذ عم احمد الطفلين مسرعاً الي الميكروباص وحمل الرجل زوجته الي السياره وذهبوا إلى المستشفى وتم انقاذهماخرج الرجل بعد أن حمد الله كثيراً وهو يقول لعم احمد انا مديون ليك بحياتي انا تحت امرك في اي وقت ثم أخرج بعض الفلوس لعم احمد فرفضها عم احمد قائلاً يا بيه والله ما انا واخد حاجة حتي لو ما كانتش عربيتك مسروقة أو حصل اللي حصل مكنتش هاخد منك فلوس برده عارف ليه يا بيه؟
فاستغرب الرجل قائلاً: ليه يا عم احمد؟
فقال عم احمد: انا اشتريت الميكروباص ده من ٢٠ سنه زوجتي فرحت بيه قووي الله يرحمها واتفقت معايا ان كل يوم وانا مروح اخر حمولة تبقي لوجه الله علشان ربنا يحفظني ويحفظ طريقي ويبعد عني ولاد الحرام..
ولما سالتها اشمعني اخر حموله؟ قالتلي عشان الليل وحش وصعب علي الغريب
الله يرحمها يارب عارف يا بيه اللي يشوف الميكروباص بتاعي قديم وخلصان كده يقرف يركب فيه ويقول مش هيطلع من الموقف اساساً بس الحقيقه اني من يوم ما اشتريت الميكروباص ده وهو ما تعطلش غير مرتين والله يا استاذ من ٢٠ سنة
الرجل وهو في دهشة ياااه انت راجل جميل قوي يا عم احمد طيب ممكن تقولي اسمك ايه بالكامل لو مش عاوز تاخد فلوس اكيد مش هترفض اني اكون اخوك.
فرد عم احمد قائلاً ده شرف ليه
يا بيه والله انا اسمي احمد عبد التواب اسماعيل احمد.
فقال له الرجل مبتسماً وبنتك اللي كانت في الصوره دي اسمها فاطمه.
قال عم احمد: ايوه يا بيه.
الرجل: عندك اولاد غيرها؟
عم احمد: لا يا بيه؟
الرجل: طيب انت عرفت بيتي يا عم احمد ممكن تبقي تيجي تزورنا انت وبنتك بما اننا بقينا اهل ..
عم احمد ان شاء الله هنيجي علشان نطمن علي المدام والأولاد.
الراجل: إن شاء الله هستناك
ثم ذهب عم احمد الي فاطمة ابنته وقص لها ما حدث.. فقالت له فاطمة: معقوله يا بابا ما جمعتش غير ٢٠٠ ج من ٣٥٠ج وكمان ربنا يرزقك بشغل وماتخدش منه فلوس ؟؟؟ ده انا ممكن اسقط بكرة في الكليه في أعمال السنة
عم احمد اسمعيني يا بنتي اللي وصلك لكلية الطب وحفظك ليا .. حمولة اخر الليل اللي بطلعها لله دي ومش معني ان كان رزقها كتير اني ابص علي رزق انا طلعته لله وانا عارف انه هيعوضني أضعافه… وبعدين النبي صلى الله عليه وسلم بيقول
: ” مَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَإِنَّ اللَّهَ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَادَامَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ” .
فاطمه بعد ان شعرت انها اخطات: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم سامحني يا بابا بس انا خايفه بكرة قوووي ونفسي افرحك بيا واخليك تشوفني أكبر دكتوره.
عم احمد: ان شاء الله خير يا بنتي روحي كليتك بكرة وادفعي ٢٠٠ ج وسيبيها على ربنا
فاطمه ونعم بالله يا بابا ..
ثم جاء اليوم الثاني وذهبت فاطمه الي كليتها وفي المحاضرة الاولي دخل أحد العمال واستاذن من دكتور المحاضرة وقال الطالبة فاطمة أحمد عبد التواب اسماعيل احمد.
فقامت فاطمة وهي خائفة انا
فقال لها اتفضلي معايا عميد الكلية عاوزك ..
اتجهت فاطمه الي غرفه عميد الكلية وهي مرعوبه لماذا ارسل لها عميد الكلية؟ كانت ضربات قلبها تتسارع ويعلو صوتها لدرجه انها كانت تسمعها حتي وصلت الي غرفه عميد الكلية وقال لها: انت فاطمه احمد عبد التواب اسماعيل احمد.
فقالت له: ايوه؟
فقال لها وهو يبتسم : انا عارف. باباكى بيشتغل علي ميكروباص في موقف اسكندريه دمنهور مش كده ؟
فقالت له باستغراب ايوه ابويا خير حصل حاجه
فقال لها عميد الكلية الحقيقه لاء بس اولادي وزوجتي اللي كان هيحصلهم حاجات لو ماقبلتش باباكي امبارح بالليل بعد عربيتي
ما اتسرقت.
فقالت له فاطمة بدهشة .. هوحضرتك اللي ركب مع ابويا امبارح وزوجتك واولادك كانو هيتخنقو من انبوبه البوتاجاز.
فابتسم عميد الكلية قائلاً ايوه انا شوفتي بقي
وهستناكي تشرفينا النهارده انت وبابا في البيت ..
فاطمه بعد ان اصبحت في قمةالسعادة ان شاء الله يافندم
وبعد ان شكرها كثيراً استأذنته فاطمه للذهاب لتكمل المحاضرة وعندما همت بالخروج من المكتب قال لها فاطمه ردت أيوة يا فندم.
فقال لها اتفضلي كتب الترم وده بالطو وجهاز قياس الضغط.. خديهم ولو احتاجتي اي حاجه انا زي بابا بالظبط فاهمه ..
فخجلت منه فاطمه كثيراً وحاولت تكراراً رفض الكتب وما قدمه لها ولكنه رفض واصر بشدة ..
بعد ان قصت الدكتورة لطلبه المدرج قصه بنت سواق الميكروباص قالت لهم دلوقتي بقي نتعرف ببعض انا الدكتوره فاطمه احمد عبد التواب اسماعيل احمد بنت سواق الميكروباص
#شكرً لكل واحد مابينساش اصله
( من فنتازيا الحياة )