
بيت الأدباء والشعراء
طفل من جيش المختار
طفلٌ من جيشِ المُختار
……………
أتـذكّرُ طفـلا بالأمــــس ِ لايلعبُ مثلَ الأطفالْ
بعينيهِ تلـمعُ أسئلةٌ تتــــجاوزُ فـــهمَ الأقوالْ
يسألني أســـئلةً حَيْرَى لاتَجدُ جوابًا بمـــقالْ
أذكُرُهُ يجـــلـسُ مُنفردًا بِداخِلهِ كَوْمَةُ أثْـــقالْ
***
فـيمَ يُفكِّرُ هذا الــطفلُ وأين يســـافرُ بالأفـكارْ
وماذا يُصارعُ حين يئنُّ ودمعهُ سيلٌ كالأحجارْ
أتُرَاهُ قــــد مسَّهُ جِنُّ أمْ جــــاوزَ سِتْرَ الأسـتارْ
أتُراهُ في وادي عبْقَرَ أمْ خــالطَ جنَّ الأحـــــبارْ
يسألني هل أكتبُ شعرًا يتجاوزُ سقفًا للــــــدارْ
ويجيبُني : أشعارك هــــزلٌ لاتحملُ شُعلَ الثوَّارْ
تَتَمَلَّقُ أرْوِقَةَ الحُكْمِ تنـــــتظرُ عــــــطايا الكُبَّارْ
***
أســمعُ هذا الطفلَ يغني ويُدندنُ فوق الأوتـــارْ
ويُصارعُ جيشَ أبي لهبٍ ويُقاتلُ جيشَ الفُجَّارْ
وأراهُ لايعبأُ أنِّي أُنــــــاديـــهِ ياابن الأخـــــيارْ
يُناديني هيَّا وتقدمْ … القدسُ بِمرمى المِنــظارْ
ويَفيقُ وبِعينِه ِ دمــــعٌ فَيُطالعُ سُنَـنَ الأحـــرارْ
نأخُذُهُ لسحائبِ صيفٍ نتركُهُ بين الأشـــــــجارْ
يَتَوَارَى وَحْدَهُ في رُكنٍ لايَهْوَى قصص َ السُّمَّارْ
الدمعُ الجاثمُ يأخُذُهُ فيَــهِيْمُ بَنــــاتَ الأفـــــكارْ
الجنُّ غَواشٍ أرهقــهُ وبهــــــذا قولُ السُّحّــــــَارْ
***
الطفلُ القابِعُ بالنفْسِ من وحي صليلِ المُخْتَارْ
من جيشِ العزةِ بالماضي جيشٌ يبطشُ بالكُفارْ
فبِـداخلنا طفلٌ حرٌ يرفضُ دومًــــا الاستــعمارْ
شعر \ أيمن صبري زنون .. مصر .