بيت الأدباء والشعراء

الدرجة الثانية عشر

الدرجة الثانية عشر
العدل أساس الملك
— والإهتمام بالقدرات الفكرية
——
1-فَفِي زَمَنِي تَمَادَى المُسْتَزِيدُ
فَكَانَ هُوَ الوَحِيدُ المُسْتَفِيدُ

2-فَمَا حَمَلُوا سِوَى وِزرٍ عَظِيمٍ
إِذَا مَا حُوسِبَتْ تِلكَ العُهُودُ

3-قَدِ ارْتَعَدَتْ سمََاوَاتٌ وَأَرضٌ
تَحَاشَى حَمْلَ أَوْزَارٍ جُمُودُ

4-وَخَانَ أَمَانَةَ الأَوْطَانِ سَفِيهٌ
فَحَوَّلَتِ الكُنُوزَ بِهِ الوُفُودُ

5-فَمَنْ سَبَبُ الرَّدَى وَالكَبْتِ إِلّا
مُبَدِّدُ مَالِنَا ذَاكَ البَلِيدُ

6-نُفُوسُ الشُّحِ قَدْ جَمَعَتْ كُنُوزًا
فَأَهْلَكَهَا التَّبَاهِي وَالجُمُودُ

7-أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ المَالَ يُغرِي
قَدِ اسْتَهْوَتْ دَنَانِيرَ تَزِيدُ

8-عَلامَ جَمَعْتُمُ الأَمْوَالَ جَمْعًا
هَلِ الدُّنيَا يُخَلِّدُهَا الرَّصِيدُ؟

9-فَكَمْ أَغْرَتْ زَخَارِفُهَا مُلُوكًا
فَأَيْنَ الجَاهُ وَالمُلْكُ المَدِيدُ

10-فَلَمْ تَبْقَ القُصُورُ قَدِاسْتَحَالَتْ
خَرَابًا أَيْنَ أَيْنَ المُسْتَزِيدُ

11-أَلَمْ تُصْبِحْ لُحُومُ السُّحْتِ رِجْسًا
وَلا تَدْنُو مِنَ الجِيَفِ الأُسُودُ

12-وَلا يَحْمِي الحَيَاةَ إِذَا تَأَذَّتْ
سِوَى قَطْعٍٍ إِذَا نُهِبَ البَرِيدُ

13-فَكَيفَ سَنَرتَقِي وَالشَّعبُ يَشكُو
فَسَادًا لا مَثِيلَ لَهُ يَسُودُ

14-وَيَحْيَا فِي وَبَالِ السُّحْتِ مَرْضَى
بِهِمْ قَد جُمِّدَ البَنْدُ الشَّدِيدُ

15-فَمَا الدُّنْيَا سِوَى زَمَنٍ قَصِيرٍ
كَمِثلِ مَحَطَّ يُغَادِرُهَا العَبِيدُ

16-فَقَدْ أَغْرَتْهُمُ الدُّنْيَا بِجَاهٍ
فَهَلْ أَبْقَاهُمُ الدَّهْرُ المُبِيدُ

17-فَمَا أَبْقَى سِوَى رَمَسِ الخَوَالِي
لَقَدْ أَبْلَى عَظَامَهُمُ الهُمُودُ

18-بِلا ذَنْبٍ هُمُ قَمَعُوا الرَّعَايَا
فَأَجْرُ العَامِلِينَ بِهَا زَهِيدُ

19-حَذَارِ مِنَ الأَسَى مَا دَامَ فِيهَا
قَوَافٍ صَاغَهَا القَلَمُ الجَدِيدُ

20-تَحَدَّى ذُو العَزِيمَةِ كُلَّ ظَرْفٍ
يُثَبِّطُ عَزْمَهُ جَهْلٌ مَدِيدُ

21-فَهَلْ يَحْظَى بِمَجْدِ الدَّهْرِ عَقْلٌ
بِأَفْكَارٍ عَلَى العَطْشَى يَجُودُ

22-فَلا تَمْشِي عَلَى قِمَمِ المَعَالِي
سِوَى نَفْسٍ بِرَغْبَتِهَا تُرِيدُ

23-تَوَدُّ بُلُوغَ قِمَّتِهِمْ التِي لَمْ
يَنَلْهَا بِالهَوَى ذَاكَ البَلِيدُ

24-فَلَمْ يَنَلِ المُفَكِّرُ حَقَّ قَدْرٍ
فَذُو الأََمْجَادِ فِي وَطَنِي شَرِيدُ

25-أَلَمْ تَذُبِِ القُلُوبُ بِِلا اعْتِرَافٍ
كَمَا يَنْسَابُ مِنْ حَرٍِّ جَلِيدُ

26-تَمَنَّى المَوْتَ فِيْهَا يَائِسٌ لَم
يُحَقِّقْ بِالتَّـمَنِّي مَا يُرِيدُ

27-وَلَمْ يَنَلِ الكُسَالَى أَيَّ شَيْءٍ
فَلا حَرْثٌ عَلَى أَرْضٍ يُفِيدُ

28-فَلاَ ضَرْعٌ وَلا زَرْعٌ تَنَامَى
وَلا شَجَرٌ تُرَصِّعُهُ العُقُودُ

29-فَمَا وَجَدَ الرَّبِيعُ بِهَا جَمَالا
وَلَمْ نَرَ سُنْبُلًا فِيهَا يَمِيدُ

30-تَجَلَّى البُؤْسُ فِي زَمَنِي كَئِيْبًا
قَدِ اخْتَفَتِ السَّعَادَةُ يَا سَعِيدُ

31-فَأَينَ البَسْمَةُ البَيضَاءُ غَابَتْ
لَقَدْ أَرْدَى سَعَادَتَهَا الحَقُودُ

32-قَدِ انْتَشَرَتْ شُرُورُ الظُّلْمِ فِيهَا
فَخَلَّفَ ظُلمُهُمْ فَقْرًا يُبِيدُ
—–
الشاعر العصامي
مداحي العيد الجزائري الحر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: