رساله الي السيد المسيح

رسالة الى السيد المسيح

معذرة يا سيدي المسيح
إن جئت بالسكين ابدأ الكتابة
معذرة إن كنت بالدموع أبدأ الكتابة
فعالم الحضارة العمياء صار غابة
معذرة صمتي الطويل اصدأ الربابة
وأربك الكتابه
معذرة إن جئت أشعل الفتيل
لأنسف الحناجر التي تكلمت عشرون ألف مرة
من غير أن تقول
شيئا لجحفل الجراد حين مزق الحقول
معذرة يا سيدي إن جئت كي أغير الفصول
وأجبر السماء في آب على الهطول
فقد مللت يا مخلّصُ..الإقامة
في فندق النزوح والرحيل.

يا سيدي
اغضب كما تشاء
لانني أرفض أن ادير خدي الأيسر
حين يصفع اليمين
أرفض أن أعيش دون أن أحس بالسنين
ليس المهم ان اكون او يا سيدي المسيح لا أكون
لكنما المهم كيف في كينونتي أكون
لذا رفضت ان اصير ما تقوله السماء
في سفؤها
مسكنا كالاسبرين…كالافيون
مللت الإنتظار
سمعت الف خطبة عن معجزاتك التي تأتي من السماء
والان لا ارد ما تجيئني به السماء
الان لا اريد ان يعمدوا مدينتي بالماء
من بعد ما تعمدت
بالموت والدماء
في كل لحظة تموت كبرياء
في كل لحظة يهوذا
يسلم الثوار يصلب النقاء
يصول في الدروب باؤاباس
يصلب أبرياء
ويفتحون درب آلام جديد
باسم خالق السماء
في كل شارع صليب
وأنت يا مسيح كالغريب
ولم تعد خرفانك الضالة تستجيب
تيبست مشاعر
تحنطت قلوب
جليدها ويلاه لا يذوب
في كل شارع صليب
خل على شفاهنا
وفوق كل رأس تاج شوك
في كل عين دمعة
في كل أسرة نحيب
والحب في دروبنا غريب
وأنت يا مسيح
في كل بريّات أرضنا تصيح:
إلي يا معذبين يا حيارى
يا كل قلب نازف حزين
أنا خلاصكم أنا نجاتكم
والناس لا تجيب
ما أنت مصلوب لكننا
كل له صليب
وتاج شوكه وخله
وقلبه بركان حسرة
وحمة في صدره الوجيب