مقالات

(إحالة القرضاوي إلى محكمة العدل الربانية

كتب / محمد أبو العينين
صدر اليوم الحكم النهائي لأحد أبرز الشخصيات الإسلامية التي طالما أثارت الجدل خلال الحقبة الماضية،هذا الشيخ المصري الذي وُلد في التاسع من سبتمبر للعام الميلادي (١٩٢٦) بإحدى قرى محافظة الغربية وسرعان ما أتم حفظ كتاب الله وهو في العاشرة من عمره،والتحق بالأزهر الشريف ذلك الصرح الديني العريق،حتى حصل على درجة الدكتوراه بكلية أصول الدين،وكان بارعاً في الشعر فله العديد من القصائد التي تناول فيها شتى القضايا الإيمانية وفضائل الأخلاق،
وبالفعل احتل القرضاوي العديد من المناصب الدينية المرموقة فعمل رئيساً للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،وعضواً بمجمع البحوث الإسلامية،كما شغل العديد من المناصب في بعض الدول العربية كرئيس لجمعية البلاغ القطرية،ونائباً لرئيس الهيئة الشرعية العالمية للزكاة في الكويت وغيرها من المناصب الدينية المختلفة،وإلى جانب عمله الدعوي فله الكثير من المؤلفات التي تناول فيها جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية،
وعلى الرغم من هذه المكانة الرفيعة التي استطاع القرضاوي الوصول إليها إلا أنه كان دائماً محلاً للجدل بسبب مواقفه وأرائه
فكثيراً ماتعرض للسجن في مصر لإنتمائه إلى جماعة الإخوان المحظورة،فسافر إلى قطر واستوطنها حتى حصل على الجنسية القطرية،واتخذ قناة الجزيرة القطرية منبراً له فكان دائماً ضيفاً على أحد البرامج الدينية لها،وكان مناصراً للعديد من الانتفاضات الشعبية التي شهدها العالم العربي فيما يُسمى “ثوارات الربيع العربي” حتى صرحت السلطات المصرية بأنه يُعد الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية،وصدرت ضده العديد من الأحكام القضائية وحُكم عليه غيابياً،
ولم يكتف بهذا وانما كان مؤيداً لجميع العمليات الانتحارية ضد الجنود الإسرائيليين ووصفها بأنها عمليات استشهادية فمُنع من الدخول إلى العديد من الدول وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا،
وبعيداً عن مؤيدٍأو معارضٍ،محبٍ أو ناقدٍ،فجاء اليوم الذي أُعدت له تلكم المحكمة الربانية العادلة التي لم يُظلم فيها أحد،وذلكم القانون الإلهي حيث لاظلم ولاهروب،فقد أفضى إلى ربه وهو في أرذل العمر يحمل صنع يده،وبعيداً عن آراء الفلاسفة وتكهنات الدنيا،رحل صاحب الجدل،وجاء فصل الخطاب
“ولا يظلم ربك أحداً””….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: