كتب / محمد أبو العينين يتشرف الزمان بذكرى ميلاد المصطفى الذي عجزت البلاغة لوصفه،ونفد الكلام لمدحه،وطابت النفوس لذكره،وتعطرت الدنيا لميلاده. يحل علينا في تلك الأيام العطرة ذكرى ميلاد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-أشرف الناس نسباً وأعظمهم مكانة وفضلاً حيث وُلد الحبيب يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل،هذا الرضيع الذي أضاءت له أجواء مكة عند مولده،وشاء الله أن يولد يتيماً حيث توفي والده وهو ما زال ببطن أمه ،وعندما أشرقت الدنيا بوجوده نالت حليمة السعدية ذلكم الشرف بإرضاعه ،وعندما بلغ العامين من عمره عادت به إلى أمه وسرعان مابلغ النور الست أعوام توفيت والدته فانتقل عند جده عبد المطلب واعتنى به ومن بعده عمه أبوطالب حتى اشتد عوده الشريف وبدأ العمل في مهنة الأنبياء فرعى الحبيب الغنم وعمل بالتجارة وعُرف بأنه”الصادق الأمين”،وكأن الله يؤهله لحمل تلك الرسالة الشريفة وليس هذا فحسب وإنما كان النبي دائماً ما يرفض مايقوم به قومه من الأفعال الوثنية ،تلكم النفس الطاهرة التي اجتباها الله من بين خلقه ليكون سيدهم ونبراسهم لدين رب العالمين،وفي الأربعين من عمره كلفه الله بتلك الرسالة السامية فحمل المصطفى شرف التكليف الرباني وتلك المتاعب والآلام التي تفوق قدرات البشر وأعبائهم ،ولما لا فهو تربية الله وسيد البشر فكان خير البشر لخير رسالة حتى أظهر الله على يده الحق المبين وكان سبباً لهداية العالمين ،ذلكم النبي الذي كانت حياته وعمله وزيجاته من أمهات المؤمنين لنشر ذلكم الدين العظيم، وكما كان النبي -صلى الله عليه وسلم-أماناً للدنيا،فهو أماناً للأخرة،فبإتباعه رضوان للرحمن،وبشفاعته تُدرك الجنان. يارسول الله عجز اللسان لوصفك،ولكن يكفيك قول ربك:- “وإنك لعلى خلق عظيم”…