
بيت الأدباء والشعراء
ارضاء العقول
إرضاء العقل على حساب القلب والمشاعر
في الطب الشرعي ، عندما يتم فحص الإنسان الذي مات بسبب نزيف حاد نتيجة طعنة سكّين مثلاً ، نجد غلاف القلب مجروح أيضاً ويُخرج الدّم .. السبب غريب جداً !
عندما يشارف الإنسان على الموت ، في تلك الحالة و في آخر لحظات حياته ، و لم يبق في القلب غير القليل من الدم ، يقوم القلب بالإنقباض بقوه شديدة لأجل أن يخرج الدم إلى الدماغ في محاولة يائسة منه لإنقاذ الدماغ ، و من شدّة الإنقباض يقوم بإيذاء نفسه . أيضا عندما يتم ذبح حيوان ما أو حتى إنسان فإنه تحدث انقباضات وتشنجات فيخرج الدم من جسم الذبيح. يحدث هذا لأن العقل يبعث بالاشارات إلى القلب يطالب بالمزيد من الدماء فيلبي القلب النداء وهو غير مدرك للعواقب التي تنتظره فينقبض مرارا ويرسل المزيد من الدماء حتى ينتهي كل مخزون القلب والجسم من الدم وعندها يتوقف القلب عن العمل وتحدث الوفاة له ولكل أعضاء الجسم بسبب شهامة القلب وتحمله فوق طاقته وطاقة الجسم كله من أجل إرضاء العقل….
الذي يحدث مشابه لما يحدث معنا في حياتنا الواقعية كثيراً .. نجرح قلوبنا و ندوس على عواطفنا في سبيل إرضاء عقولنا ومن أجل حسابات كثيرة نحسبها ونجعلها حائط صد في وجه كل محاولات إرضاء القلب وإنقاذه مما هو فيه ويؤلمه ، و مثلما يموت الإنسان في عالم الطب لأجل المحاولة البائسة .. نموت أحياناً إنسانياً ونفسياً عندما نقرّر أن ندوس على القلب في سبيل ما نظن أنه العقل والحكمة والمنطق وأيضا العشرة والارتباط والمستقبل وربما لمن يكونون سببا في أذية القلب وذبحه صباح مساء..
وللحديث بقية…..ارضاء