
لم يكن ما بيننا مجرد كلام
كان هناك الكثير من التعاطف والمودة، كانت مشاركة الأحزان والمتاعب أبرز ما يعضد من أواصر تلك الرابطة الروحانية القوية، تعاهدنا على المشاركة، وألا يفكر أحدنا دون الآخر، تمنينا أن يصفو لنا الزمان ونظل على صداقتنا التي لم يفلح أحدنا في أن يسميها غير ذلك، ربما لو لم نتفارق كانت ستتغير نظرتنا للحياة، وسنظنها أكثر إنصافا للعلاقات التي لا تبنى على المصالح، أو على المنافع الشخصية، وربما كنا تمسكنا بالأمل، ففي وجود أحدنا كان الآخر ينعم بالأمان وبأن العالم مازال بخير، وأنه مازال هناك النقاء الذي لا يعكره أسوأ طبائع البشر كالطمع والغدر، ولكن هيهات، كل شيء مضى، وتغيرنا وأصابتنا الأمراض وشيئا فشيئا فقدنا الشغف بالحياة.
من رواية أيام لاتمر
خواطر مرت بالخاطر