بيت الأدباء والشعراء

المماليك

المماليك
للشاعر / د . سامح درويش
————————

المماليك عادوا…
استباحوا الحمى
و التتار على بابنا . . .
من يردُّ جيوش التتار عن الدار ؟
من سوف يدحرهم ؟
و يعيد لنا القِبلة الضائعه

المماليك عادوا …
استقروا على كاهلٍ مُرْهَـقٍ
مُثْقَـلٍ بالهموم
و ليسوا يجـيدون إلاّ الجبايةَ . . .
. . . فرضَ الاتاوات . . .
كبتَ النفـوسِ . . . وإذلالها
لا يبالون بالزمر الجائعه

و يجـيدون فن التشـدق با لكِـذْب . . .
. . . و الترفــا

و يبيعـون سيف صلاح ..
و مصحـف عثمــان ..
… و الشـــرفــا …

يـدخـلـون الـمـعـارك ضـد المـكـبـل بالـقــيد
لـكـنـهـم يـنـحـنـون أمـام التـتـار

************************

المماليك عادوا . . .
و ليسوا يضمون بينهمُ قُطُزاً
لا . . . و لا وجه بيبرس يظهر فيهمُ
كلهمُ من مماليك عصر ردئٍ
قمئ الملامح . . .
فيه كآبه

ساده الجبناء الذين يخوضون حربهمُ بالخطابه
ساده الجهلاء
الذين يزِيفون تاريخ مجدك
يرمون خلف الظهور كتابَه
ساده المجرمون
الذين أقاموا لمص دماك
عصابه
ساده الكافرون
الذين رموا دينهم
. . . و أقاموا الغرانيق
باعوا الأذان . . .
و خانوا الصحابه

كلهم مُرجِفٌ
من يُصَدِّق منا . . كِذَابَه ؟ !
في زمان التردي
و عصر الرتابه
شمري ساعديك

أزيلي غطاء التواكل
قـومـي
و لمي محبيك
كيما تردي عن الدار
سيل التتار
فإن المماليك
لا يستطيعون رد ذبابه

****************************************

ألأني أحبك
سيف المماليك بيني و بينك
سوط المماليك بيني و بينك
بيني و بينك حكم المماليك . . . و المقصله

و لأني أحبك
أسمع صوت الحقيقة
في سجنها مُعوِله

و لأني أحبك
أصرخ بالشعـر . . .
أستنكر المهزله
و لأني أحبك
مت مرارا
و ضعت مِرارا
. . . و خفت مِرارا
فإن المماليك أقسى عـلينا
من التتر القـتله

لست أهذي . .
و لا الشعر عنديَ تسليةٌ
أو ترفْ
إنما شعرنا قنبلهْ
سـتُعبِّد درب الإرادة
درب التحـرر
درب التـحـدي . . .

أمام جـمـوع
أراها غداً مقبلهْ

**************************************

الجموع تجوعُ
استبدَّ الخـنـوعُ
تسرّب بين النفوس القنوطْ
الجموع تجوعُ . .
و ينشب في قلبكِ الجدبُ نابَهْ
و أخير المماليك يترف في قصره
و يعب شرابه

جاء وقت النهوض
و وقت السقوطْ
هذه الأرض ضاقت بما رحبت
فليعد كل شئ إلى حجمه
لم نعد نتحمل قلب الموازين
أو دورة الأرض عكس اتجاهاتها

فارفعوا الآن قامة رمسيس
بعد انحناءْ
و ارفعوا – الآن – فوق مآذن عمرو
نداء الإبـاءْ

هذه لحظة الحب
أو لحظة المجد
أو لحظة الوجد
تنزف من مقـلتي نظـرة
تتحـدى الذين أرادوك محْـظـيّة . . .
في بلاط المماليك
أنت المليكة
لا شجر الدر تجدر أن تُقتنى في بلاطك
أنت المليكة
كل الملوك عبيـدك
أنت المليكة
سيدة الدهـر
تاج التواريخ أنت

فلا . . .
لن تكوني أسيرة جيش التتار
و لا أمَةً للمماليك

إنا سنكسر قيد المخاوف . .
نمسك سيف التحدي
لنرفع مجـدك فوق جـبينـك
نطرد من قـلبك الحــر
خـوف الممـاليك
ندحـر عـنـك التتـارْ
(١٩٨٨)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
%d مدونون معجبون بهذه: