مقالات

الشواذ جنسيا ( قوم لوط)..

بقلم د / عادل شكر

الشواذ جنسيا ( قوم لوط)..
قديما وحديثا في إطار مفاهيم عصرية ( الديموقراطية ، الحرية الشخصية ، حقوق الإنسان ، الليبرالية ، العلمانية ،التنوير ، الدولة المدنية .. وغيرها )

ديموقراطياً:
كان على لوط -عليه السلام ( وغيره ) احترام اختياراتهم وقبول رذيلتهم، كونهم يشكلون أغلبية المجتمع..!

ليبرالياً:
لا يحق للوط -عليه السلام ( أو لغيره )- أن يتدخل أو ينهاهم عن رذيلتهم ، فهم أحرار في قراراتهم، خاصة إذا لم يضروا أحداً..!

علمانياً:
ما دخل الدين في ممارساتٍ جنسيةٍ تتم برضى الطرفين ( سواء كانوا رجالا أو نساءا )؟!! 😭

تنويرياً:
قوم لوط الشواذ ( قديما وحديثا ) مساكين، ومعذورون، كونهم يعانون من خللٍ جينيٍّ أجبرهم [طبعياً] على ممارسة فاحشتهم ( رجل مع رجل )..!

الدولة المدنية:
الشواذ فئة من الشعب، يجب على الجميع احترامهم، وإعطاؤهم حقوقهم المدنية ومنها حقهم في ممارسة رذيلتهم، واعطاؤهم الفرصة للظهور والاعلان عن أنفسهم عن طريق المظاهرات والندوات وتشكيل اتحادات ونقابات تمثلهم وتدافع عن حقوقهم ، بل وتمثيل أنفسهم في مؤسسات الدولة الرسمية وخاصة البرلمان..!

لكن في دين الفطرة السوية #الإسلام:
قوم لوط ارتكبوا فاحشة ما سبقهم بها من أحد من العالمين وهي اللواط ، ثم تمادوا في إجرامهم عندما مارسوا هذه الفاحشة مجاهرة وافتخارا ، وجعلوها سلوكا متعارفا عليه مقبولا اجتماعيا بحيث لم يعد يعترض عليها احد، ثم انتقلوا إلى مرحلة اخطر وأكثر إجراما عندما أصبحوا يمارسون هذه الفاحشة عنوة وغصبا وخاصة مع الغرباء والضعفاء ( اغتصاب الرجال)
لكن لوطا -عليه السلام- لم يرض عن سلوك قومه الفاحش ، ودعاهم لتعديل هذا السلوك الفاحش ولكنهم أبوا الاستجابة وناصبوه العداء ، ولم يكن لوط عليه السلام قادراً على ردعهم ، فانتقل لإنكار رذيلتهم، ونصحهم باللسان، وكره بقلبه طباعهم ،ثم غادر مكانهم بأمر رباني بعد تكرار دعوتهم بلا جدوى..!
حتى حلّت العقوبة الربانية في قوله تعالى:
{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ } هود 82

حقيقةً…
إن كلاً من الديموقراطية، والليبرالية، والعلمانية، والحداثية، والدولة المدنية .. وغيرها ، من الممكن قبولها والتعايش معها وتفهمها والاستفادة منها ما لم تنازع الإسلام أصوله وفروعه وأخلاقه، وتتعارض معها …،. فإذا حدث هذا التنازع والتعارض ….
فلابد للمؤمن الحق أن يحسم أمره بلا تردد أو ميوعة ويلقيها وراء ظهره ويستمسك بدينه، لأن فيه النجاة . ، ( ولا نبالغ اذا قلنا إن كل صاحب فطرة سوية وعقل راجح يعرف معنى القيم والمبادئ الإنسانية الراقية المتحضرة ـ حتى لو كان بلا دين ـ لا بد أن يحسم أمره رافضا هذا الشذوذ )
* زوجة لوط ـ درس ٱخر مهم ـ. إنها لم تشترك معهم في فاحشتهم بيد أنها كانت في نظرهم متفتحة متحضرة من دعاة الحريات الشخصية ( open minded ) تتقبّل اختلافهم وتُقرّهم عليه، بل انتقلت إلى مرحلة أخرى وهي التعاون معهم ومساعدهم ، فكان جزاؤها الهلاك معهم ولم تكن من الناجين يقول الله تعالى:
{ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ } الاعراف 83
ويقول ايضا
{ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ } النمل 57
درسٌ قاسٍ لكل من ادعى المثالية والانفتاح على حساب القيم والمبادئ والأعراف بل على حساب حدود الله.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: