
نيل بلادي
بقلمي /سلوى زافون
أيها الشادي بين سـهول الوادي
أيا شـريان فؤادي ونيـلَ بلادي
مالي أرى هتون الدمع سـواقي
والأحداق تُصادق حُزن المٱقي
قـد كان القحـط للموت شـروع
والجدب فاض والنفوس جزوع
فأتيـت بسلسبيـل مـن الضروع
نهض بالحياة بعد حتم الوقوع
بقلـب السـمراء شـيدت الحيـاه
أقمـت الحضـارة رفعـت الجباه
زرعنـا السـهول فجنـى السُّـعـاه
بنينا السـدود والسَّنا بكل اتجاه
والقاصـدون من المنبـع للمصب
غــرام بشهــد التـريـاق العــذب
وعروس النيل من شـرق وغرب
تسـعى لأحضـانك تتـوق للقلـب
والأصـل كـوثر والفيـض ينبوع
تتهــادى بيــن الــربــوع ولــوع
والشـوق للـدلتا أضاع الهجـوع
بلهفـة عرجت لأحضـان الفروع
الشمـس ترشـف عـذبك وتلثـم
والسحـب تصيـب قفرا فينعـم
الشجر يهوى غرقا بطميٍ ملهم
فالغـرق بطميك بالخلود مُفعم
والنخـل علـى الضفـاف بـاسـق
لألحان السهول وروضها عاشق
والقـوت بـأذيال تـرياقك عالـق
يـرحـب بـالمـزن والخير دافـق
نسـج ٱتـون فـي كفـك البرهان
والعطـاء يتــدفـق فـي كـل ٱن
المنع كدرٌ والمنح رغدٌ وإحسان
وطيِّبُ الأقوات هبةٌ من الرحمن
نسجـتَ الثياب ملأت السحاب
ذرفـت النــدى بعيــن الضـباب
وفوق الجبال وتحت الهضـاب
تصــب الـروحَ بقلـب الــدواب
رفعنـا الأذرع للـوهَّـاب شكــرًا
ولهـج اللسـان بـالنطـق حمـدًا
وإن حاول انبيل لعِدا بالـوهـم منعًا