عن امرأة تُعيد القلب لى
————–
فَتشتُ فى بلادى..
وفى بلاد العَالم الكَبيرة..
فَتشتُ عن شىء ما
عنْ امرأة تبدو خَطيرة
غَزوتُ
غَزوتُ نِساءً لَاَتُغزى
ولمْ تُدرِكها القُلوبُ البصِيرة..
غَزوتُ الرجعية والمُتحررة
وبنتُ آلسُلطان وآلفَقِيرة
وسَكنتُ
سَكنتُ قلوبا لاتُسكن
وانهارت على يدى
ألفُ ضَفيرة..
ونقشتُ اسمى على جلودٍ لايُمحى
وزَرعتُ من النِساء ألفَ جزيرة
وفَتحتُ كُنوزا مُغلقة
مُغلقةً مُنذُ عقود
وافترشتُ الدُرر المُستديرة
وجَلستُ على العرش سُلطانا
لاتستهوينى جارية
ولاتُغرينى أميرة..
أُتَوِجُ هذهِ مَلكةً إذا شِئتُ
وأُعيدُ هذهِ الى آلرعية
إذا غَضبتُ
وأُجرِد هذهِ من كُل شىء
وهذهِ إذ راقت لى
أمنحهالقبُ السَفيرة
فَتشتُ
فَتشتُ فى بلادى
وفى بلاد العَالم الكبيرة
فتشتُ عن عِشق يُطهرُنى
من ذنُوبى الكَثيرة
ألفتُ عالمَ الحَواديت والجِنُ
والدُميةُ الشِرِيرة
هَرِبتُ هَرِبتُ من مدينتى
ومن ضجيجها وزيفُ عُشاقِها
والجُمل المُستعارة
حدقتُ حدقتُ فى الليل
رأيتَ تاريخى يرقُصُ يرقُصُ
رقصةُ المَوت الأخيرة
ألقيتُ نظرة وداع
على أحلامى الغفيرة
حدقتُ فى آلمِرآة رأيتُ رأيتُ
شاباوكَهلا
وبارِقةَ امل وروح مُستجيرة
فتشتُ فى دفاترى
فلم تستوقفُنى كلمة واحدة
فماذا أكتُبُ ماذا أكتُبُ
فى السطور الأخيرة
فلاعرشُ النساء كانَ عرشاً
ولاشِعرى كانَ شعرا..
ولاعينى كانتُ بصيرة
وبَينماأمضى والنَفسُ تتهاوى
وآلخُطوةُ مُتعبة ثقيلة..
وإذا بالسماء تُهطلُ امطارا غزيرة
لأول مره اسمعُ صوت مطرٍ
كأنهُ لحن كأنهَ شَدوا
كأنه ترتيلا
وابتسمَ الليلُ بعد ماكانَ
ليلاحزيناعليلا
ويَدُكِ إمتدتُ نحوى كيدٍ
امتدت لغريقٍ بين شَهيق وزفيرا
ومحوتِ تاريخى كلهُ
يسيرا كانَ أو عسيرا
كأننى العُمر كلهُ اُفتش عنكِ
فى البِحَار وفى النَبيذ وفى النساء
وفى القصائد الشَهيرة
فى حواديت الأطفال
فى تاريخ الأوطان
وفى كل أُسطورة
الآن وجدتكِ الآن عانقتُكِ
فلايهُمنى إن كانت هذهِ
لحظاتى الأخيرة
فأناعشتُ هذا العُمر
لأجل هذه اللحظات
فلاحُلماضاع قبلكِ
ولاأملاماتَ قبلكِ ولاشىء
كنتُ أبكيه بدموعٍ مريرة
فقط ادعوالله أن أختم
على يديكِ أنتِ هذه المسيرة
———–
حسام الدين صبرى
من ديوان/وانتزعتك من صدرى
