مثل أيوب
بقلمي أنور مغنية
يا مَن سافرت
خذني إليك
إلى أيِّ مكان
لقد تعبتُ من الإنتظارِ
في محطَّاتِ الدُّنيا
واتعبني عدم القدرة على النسيان
كيف سافرتِ ؟
فأنا أيضاً فكَّرتُ بالسفَرِ..
يا أشهى من عناقيد الصيف
يا أطيبَ من تين الجنوب
يا بيادر الخير
وزهرة النرجس حين تعشقُ
وحين تذوب….
لا تسافري
فما زالت بحوزتي
قوارير عطرك وعقودك
وبعض فساتينك
الملقاة على سريري
تُذيب حنيني ولا أذوب…
لعينيك أكتب
لسرب الحمائم النائم على صدرك
لسواحل المرجان
لقفير النحل الذي
يلسعني بشهدٍ
من شفتكِ ولا اتوب…
عجيبٌ أمري
كيف أعشقُ امرأةً
لازالت تقتلني
لا تزال تغمرني بأشهى الطيوب …
عجيبٌ أمري
وكيف لا أزال أسابق نفسي
وأقفِزُ فوقَ الحواجزِ
أسلكُ كلَّ المنعطفات
وأجتازُ خطَرَ الدروب…
كمن يسيرُ فوق الهاوية
يبحرُ إلى حيثُ لا يدري
كأني آخر رحلة مع الأيام
أجمعُ حقائبي وأبقى
على ناصيةِ الحياةِ أنتظرُ العاصفة
ومواعيدالرياح في الهبوب…
لا تسافري فالوقت مبكرٌ
وأيامي لا تزال في عرسها
فماذا اقترفتُ ؟
وماذا جنيتُ ؟
حتَّى جعلتني مثل أيّوب ؟
أنور مغنية 29 05 2021