
/كيفَ أصبحتُ الأن
/ من ديوان/وانتزعتك من صدرى
/شعر/حسام الدين صبرى/
___________________تأملتُ كثيرا…
فى حياتى قبلكِ
وكيفَ أصبحت الأن….
كانت وطن..
كانتُ وطن.. من الدمارُ من الخرابُ
من الخذلان..
كانت الامانى مبعثرة..
لاأعرف لهالاأعرف
لهاعنوان…
وأشلاء قلبى تتناثرُ
مابين جُرحٍ وحرمان…
وعصفورٍ
عصفورٍ لايشدو
ولاتَرِق له ألحان
وحمامة ذبيحةً
فى سماء الكونِ
تطيرُ بالأحزان….
وضالاً
كُلما أرادَ التوبة
حجبوا عنه صوت الأذان…
وطفلٍ مُشردُ بلا أم…
بكأس اليُتم نشوان…
وشابٍ
أزهر الربيع عمره فى وطن..
يقتُل الربيع عمدا
ويقطعُ الشُريان…
أسافر أسافرُ…
من مدينة لأُخرى ..
ومن إمرأةً لأخرى…
أتسولُ الدفأ
أتوسلُ منحة الأمان…
أتقدسُ أتقدسُ…
فى صرخةُ الصقيعُ
ومايآوينى غير رمل الشُطآن
أرى البحرُ
آرى البحرُ أبتسمُ أغتسلُ أتوضأ
وتبقى الخطايا…
تبقى الخطايا أننى إنسان…
أتقدسُ أتقدسُ…
فى لون دموعى مغتربا…
مُغترباأرفضُ أرفضُ كل الألوان..
أخترعُ
أخترعُ نبيذُ غيرَ النبيذ..
أخترعُ قصيدةً غيرالقصائدُ
أخترعُ فى إنسانُ غير الإنسان
أخترعُ أرضا للزهور
أخترعُ عطرا للبخور
أخترعُ لغةً للطيور..
أخترعُ الثلجُ فى أخرنيسان
ويبقى عجزى
يبقى عجزى الأكبر..أننى..
لم أستطيع إختراع أوطان غيرالأوطان
وحُكاماغير الحُكام
وسجانُ غير السجان…
هكذا كنت
قبلُ أن ألقاكِ ياعمرى
قبلُ ربيعكِ الذى أعيشه فى كل أوان…
قبل أن أهدأ بين يديكِ…
وأغفو على صدركِ أنتِ سكران…
فهجرتى قبلكِ لم تَكُن هجرةُ
أجهضها كُفر الكُهان..
وبايعونى بايعة الرقِ نخاسوا الأوطان
جادت عيناكِ بالهدى والتوبة
فلا صَنمُ ولا أوثان
ألأن أبدء رحلتى ألأن أبدء رحلتى
بفجرٍ نقيا وصلاة تُضىء الأركان
أُلملمُ الشتاتُ.
أعبرُ جسر الخوف الذى كان..
وأصوغُ دستورٍ جديدُ
وأغيرُ خارطة الأزمان…
وأكتُب إسمكِ
أكتب إسمكِ كإلاه جديد للحبِ
على الشجرِ على الحيطان
وأغزل ثوبكِ الجديد
من العبيرُ من زهرُ الرمان…
وأقولُ فيكِ
أقول فيكِ ماحجبتهُ عن الدنيا
أقول ماخبئته فى الشريان..
فأنتِ إمرأةً
إمرأةً تزِنُ الأرضُ فى الميزان
تُسافر بى كيفَ شائت
وتعودُ بى كيف شائت
وبين السفرُ والعودةُ
أشواقى إليكِ هذيان…
وأسافرفيكِ بلاعودة
وكيف لى عودة..
وأنتِ خيرُ الأوطان…
ياإمرأة تمشى فى اجزائى
تزرع الورد والريحان..
وتمنحنى السعادة والدفأ والحنان
ياإمرأة غيرت أخيرا معنى الوطن
ولون الأوطان
ياإمرأة تشُق الصدر
تشق الصدر كسيف حادٍ فى الوجدان
إنى مهزوم مهزوم فيكِ
مهزوم فى حبكِ
مهزوم من القدمُ إلى الشريان
______________________ حسام الدين صبرى