
لكي نكمل القصيدة …
بقلمي أنور مغنية
هل انتهت ملامح الحياة من الدُّنيا….
وصارت السماء بغير ألوانها…؟
ووقفَ قطارُ العمر على سكَّة العشق…
وتسرَّب اليأسُ إلى الضلوع…؟
ونامت الأحاسيس كالملائكة
والوقتُ ينصرفُ عنَّا
ويحترقُ الموتُ والنسيان…؟
مثل كل النَّاس الواقفين على الأطلال
نشمِّرُ عن أذيالِ خيبتنا وخسائرنا
ثُمَّ نركضُ عراةً وندَّعي الفرح
ونمشي على شوك الأيام بغير حذاء…
هل أصبحنا نتحرَّك كالأموات…؟
سبحانه كيف يغيِّر الأحوال……
كمن يبحثُ في الليلِ
غلى ضفاف البحر
عن حوريةٍ سمراء….
أو ممشوقة القدِّ كعنقاء…..
ويرسلُ السؤال عن حال الطيرِ
والبحرِ والأعشابِ
ويسأل عن حال السماء….
ها هو الدهر عند مداخل الروح
يملأ كؤوسه ليكتب قصيدة
في مزاد الوقت والأيام….
هل أصبحنا نبحث عن ذاكرتنا في الجرائد؟
ونحوِّل الحرِّية إلى سجينة..؟
ونحن جئنا نشرب من منهل الذكرى…
جئنا لكي نبحث عن ذواتنا
من بعد أن قيدونا…
ووضعوا فوق القيد حجارة…
جئنا نبحثُ عن الحرية
ولو في جوف المحارة….
جئنا لنعرف الهواء…
لكي نعرف نعمة الضياء
جئنا نبحث عن سماء…
جئنا نحكي أيام الفرح
وأيام القهر والخوف….
ونسينا حكايتنا الجميلة …
جئنا نبحث عن وردة…
نبحث عن غمامةٍ بيضاء ..
عن قطرة ندى
تكلِّلُ زهرةً غصونها نحيلة…
نبحث عن أحلامٍ لا تزال بين أيدينا
وعن قصيدةِ شِعرٍ تكتبنا…
هل هذه ذكريات..؟
أم مجرَّد رؤى مُحرَّمَة…؟
تصلبنا وتعيدنا إلى الماضي
لنستعيدَ ما كُنَّا نكتبهُ….
لكي نُكمِلَ القصيدة…
أنور مُغنيَّة 06 04 2021