بيت الأدباء والشعراء
همس المساء الأخرس
همس المساء
الأخرس
الذي خدع الشارع اللبناني وعاش بينهم اخرسا متسولا يقضي حياته في الشوارع برائحته الكريهة التي تمنع الآخرين من الاقتراب منه حتى جاءت اللحظة وشاهده الكثير وهو يؤدي التحية العسكرية للجنود وللقادة الإسرائيليين أثناء اقتحامهم لبيروت ودخولها
وهو يقول لهم
لقد تأخرتم قليلا ومن بعدها اختفى عن النظر دون أن تعرف هويته ولكن المعروف عنه أثناء بتر بيروت الى منطقتين الاولى سميت بالشرقية والثانية بالمنطقةالغربية لتكون الاولى تحت سيطرة الولايات المتحدة والمسيحيين كما صارت الشرقية تحت جناح الاتحاد السوفيتي وليبيا وسورية وكان التنقل بين المنطقتين يحتاج إلى إجراء معقد وشبه مستحيل للحصول على الأذن من السلطات العليا باستثناء ذاك الأخرس الذي كان يتواجد في كل مكان وبالقرب من اي شخص مستغلا قناع الفقر وعاهة الخرس
التي قدمت لإسرائيل كل المعلومات الخاصة بأحوال بيروت وتحرك الأحزاب والجيش الذي سهل عملية دخول الدولة الإسرائيلية إلى قلب العاصمة
جاسوس دخل وخرج بصمت وهذا واحد من مئات الجواسيس الذين كانوا يتنقلون في بيروت وكأنهم من أهل البلد
مما يدفعنا إلى القول بأن أمة العرب تعيش ثرثرة دائمة بينما نجد الغرب يعيش حالة العمل
أمة فقدت هويتها وباعت كينونتها لشراء صندوق التقليد والجهل الاعمى