
بيت الأدباء والشعراء
الطقطوقه الرابعه والاربعون بقلم احمد زكي
الطقطوقة الرابعة والاربعون….فلاُمي ما فعل…..عن هذا الحديث الشريف …. احدثكم
في البداية اود ان أقول ان كلمة ( مُقتصد ) كلمة قرآنية هائلة…. تصور…
كما وان كلمات القصد والاقتصاد في العبادة….اكرر عشان اللي مش مركز ياخد باله قوي … ان الاقتصاد في العباده ….. خدت بالك… الاقتصاد في ايه… في العباده… جاءت في السنة بشكل عجيب…
بحيث تعجب وتستاء من هؤلاء الادعياء المتفيقهين، الذين اتعبوا المسلمين وضللوهم وسفهوهم وارعبوهم وكفروهم….
قال النبي صلي الله عليه وسلم :
الهدي الصالح ، والسمت الصالح ، والاقتصاد، جزء من خمس وعشرين جزءا من النبوة .
تصور هذا التيسير في الدين…. إن الاقتصاد في العبادة…. هو جزء من خمس وعشرين جزءمن النبوة…..
هكذا أمر الله : القصد والاقتصاد
ولهذا يقول النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث المُبشر الجميل :
انتم أمة اُريد بها اليسر
عن بُريده رضي الله عنه قال…. لما رأي النبي صلي الله عليه وسلم…. جماعة يصلون كثرة كثيرة، قال :
عليكم هديا قاصدا، عليكم هديا قاصدا ، عليكم هديا قاصدا… فلن يُشاد هذا الدين احد الا غلبه.
هكذا هو ديننا … التيسير التيسير …. و القصد القصد…. و الوسط الوسط، في الأمور كلها….
قال تعالي :
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً [البقرة : 143]
وبهذا اللطف وبهذا الجمال…. لك أن تعبد الله وأنت محب لذلك….
لا تكلف نفسك ما لا تطيق…. ولا ترهقها بما تكره حتي لا تمل ….
والرسول صلي الله عليه وسلم يقول :
أحبُ العمل الي الله أدومه وإن قلّ
وانت يا عزيزي القارئ تخير الايسر ففز به
أما انت أيها المتفيقه البائس : لا تنظر الي الناس نظرة شك وريبة… ولا تُشدد علي الناس امر دينهم فتنفرهم منه…
وانظر الي هذا التيسير في الدين ، ، قال تعالي :
مِّنْهُمْ أُمَّةٌ ( مُّقْتَصِدَةٌ ) وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ [المائدة : 66]
والمقتصد يصل الي غايته بأسهل الطرق وأيسرها….
هكذا …. أنت صلي الخمس أوقات بالفاتحة وسورة قصيرة… وأدِ زكاة مالك….
ثم كلما أذنبت استغفرت …. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته….
قال صلي الله عليه وسلم :
يا أبا ذر ، طوبي لمن ادخله ذنبه الجنة ، قال :
وكيف ذلك يا رسول الله ؟،
قال : يأتي يوم القيامة وتحت كلِ ذنبٍ استغفارا ،
حينئذ – إن فعلت – تكون ممن قال فيهم ربنا تبارك وتعالي :
أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [البقرة : 5]
هذا هو غاية المراد والسلام … ولا تدخل في متاهات وطقوسيات….وطلاسم الذات والصفات… والسمع والبصر…. والقضاء والقدر…. فهي قضايا لن نصل الي إجابات عنها الي الأبد…
لأن الله تعالي قال :
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى : 11]
وقال سبحانه وتعالي :
لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام : 103]
هذا القصد وهذه الوسطية … التي امرنا الله عز وجل بها…
تنافي قول اُناس دخلاء علي العقيدة متفيقهو البداوة… يقسمون الناس هذا سلفي وهذا صوفي…. وهذا شيعي وهذا سني…. وهذا كافر وهذا مشرك…. والدماء تسيل بين هذا وذاك……
إنه عنف اسود وتطرف مرزول…. سببه الجهل بصحيح الدين ، والكل هالك لا محلالة،
اما الجاهل فهو إما مُفْرط أو مُفَرّط ،
وبين الإفراط والتفريط ضاع القصد….
ورسول الله صلي الله عليه وسلم امرنا و قال لنا :
أحب العمل الي الله أدومه وإن قل
حينئذ اقول، إن القصد فضيلة عظيمة إذا اتبعتها نجوت… ومعناها الخُلقُ مع الخـَلق… والاستقامة مع الحق….
والقصد فضيلة وسطية بين أمرين مرزولين… هما الإفراط والتفريط… وهما التبذير والتقتير… وهما التهور والجبن
عن عبد الله بن عمر قال :
ذُكر لرسول الله صلي الله عليه وسلم رجال يجتهدون في العبادة اجتهادا شديدا ، كأن واحدهم قطعة من عبادة ،متزمتون في كل حركة وكل سكنة ، في لباسهم في لحاهم ، ويرون الناس كلهم مخطئون ،
فقال النبي صلي الله عليه وسلم فيهم :
تلك والله ضراوة ُ الإسلام وشِرَتَهُ ولكل ضراوة شره ، ولكل شرة فِتره ،
فمن كانت فِترته الي اقتصاد وسنه فلأمي ما فعل ،
ومن كانت فِترته الي المعاصي فذلك الهالك ،
فسددوا وقاربوا واغدوا الي المسجد وشيء من الذُلجة والقصد القصد تبلغوا
وكلمة تبلغوا :أي تبلغوا الجنة ،
والضراوة : لذة الإدمان علي الشئ،
والشِرّه :النشاط الزائد،….
والفِترة : الخمول
و أُم الشيئ :عماده واصله لان أُم الكتاب الفاتحة… ، و أُم القري مكه المكرمة
فالنبي صلي الله عليه وسلم يحذرنا بشده و.يقول لنا :
إن هؤلاء الجماعة دخلوا في الإسلام فأدمنوا علي الصلاة وعلي العبادات فصارت بالنسبة إليهم تلذذا وحلاوة،…
وهذا النشاط الزائد في ادمان العباده ، هي ضراوة الإسلام وشِرته
ولكن عادة ما يأتي عقب كل نشاط فِترة أي فتور وخمول ،
ومع هذا الفتور والخمول، يفلتُ العقال فلا صلاة ولا قيام ، ويمل الإنسان ويترك العبادة ،
والنبي صلي الله عليه وسلم حذرنا من هذا فقال :
هذا الدين متين فتوغلوا فيه برفق فان الله لا يمل حتي تملوا ولن يشادَ الدينَ احدٌ إلا غلبه
ولهذا يقول صلي الله عليه وسلم :
أحب العمل الي الله أدومه وإن قل
فهؤلاء الناس بعد أن انتهت الشِره وادمان العبادة وانتهي النشاط بعد شهر او شهرين تعبوا ، فتركوا العبادة والصلاة ،
ولذا فالأمر يحتاج من الاساس كما قال النبي الي اقتصاد وسنة ،
ولذا مدحهم النبي صلي الله عليه وسلم قائلا : فلأُمي ما فعل ،
انظر الي هذا التيسير العجيب من الحبيب المصطفي،
فمن يؤدي فرائض الدين بشئ من اليسر والاقتصاد ، هذا يُثني عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم و يقول عنه :
فلأمي ما فعل
حينئذ الاقتصاد في العبادة(وهذا تيسير ) ، هو خير من هذا الإجهاد العظيم في العبادة، الذي قد يؤدي بعد زمن :
1 – إما الي الفتور والخمول أي ترك العبادة الي المعاصي ، فهذا هلك
2 – وإما الي اقتصاد وسنة ، أي الي اقتصاد في العبادة ، والي سُنه أي الي سنةُ سيدنا حبيبُ الله صلي الله عليه وسلم،
فحينئذ إختر الأيسر ففز به
إنظر يا بني آدم الي يسر النبي وحبه للحياة ، وتعلم من سيدك صلي الله عليه وسلم يقول لنا :
حُبب اليّ من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وجُعلت قرة عيني في الصلاة
وكان صلي الله عليه وسلم كلما حزبه أمر ، بادر الي الصلاة وهو يقول :
أرحنا بها يا بلال
عملا بقول الله تعالي :
الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد : 28]
واعلم يا عزيزي أن فضيلة القصد واليسر هذه تكون مع المسلم و غير المسلم ،
رب العالمين سبحانه وتعالي فتح الأبواب علي مصارعها في التعامل والتزاوج والمعاشرة ، والطعام مع غير المسلمين وصحبتهم ، بل وأكثر من هذا معاملتهم بالبر والقسط ،
انظر وتمعن ارجوك ،حتي لا تكن من الهالكين يوم الدين،
هذا البر هو الذي خص الله به اغلي الحقوق بعد حق الله وهو بر الوالدين ، اما القسط فهو ما فوق العدل
وامر الله لك صريح كعين الشمس، أمرك ان تعامل المسيحي بالبر اي تعامله كما تعامل والديك تماما،
ثم امرك ان تعطيه حقه بالقسط ، اي تعطيه حقه كاملا، وحبه كمان فوق البيعه
قال سبحانه وتعالي :
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة : 8]
حتي في الجدال مع المخالفين هناك قصد وتوسط ، قال تعالي :
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت : 46]
وأباح لنا إن نتزوج منهم ونأكل معهم قال تعالي :
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ [المائدة : 5]
وفعلا هذه الأمة رفع الله سبحانه عنها في دينها الحرج ، كالحديث عن سقيا كلب فقد غفر الله لامرأة بغي (مومس وغانيه) بسقيا كلب ،
والأمثلة في هذا الباب كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالي وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم ،
ومع هذا القصد وكل هذا السلم، مع هذا كله ، فلا شيئ يمنعك من ان تدافع عن أرضك إذا أُغتصبت ،
فمن يلومك إذا قاومت عدوك المحتل ، او ثرت علي حاكم ظالم،
هذا ماتيسر قوله…
فسلام ٌ عليكم … وسلامٌ لكم…. ودمتم سالمين
د. احمد زكي….
المنصورة الجميلة…. مصر المحروسه…ة
…
ولنا بعد المقال كلمة
الطقطوقة 44 بعنوان :
فلأمي ما فعل
وارجو ان الناس اياهم والمتفيقهين يبطلو التعالي علينا ، وكان الله قد اصطفاهم ولم يهد سواهم…… بينما هم اعدي اعداء الدين
كما وارجو منهم ان يتفرغوا لقراءة وفهم دينهم بدلا من التفرغ لاستلام الشيكات النفطية الملطخة بالدماء…. دماء المسلمين وان يتوقفوا عن دعوة الفتنة فقد جعلوا الناس يخرجون من دين الله افواجا
و ان يبطلوا التدين المغشوش الشكلي الطقوسي ، ويعرفو دينهم صح…. دين التيسير والحب لله ولكل الانسانيه ،
احبابي….. تسعدني بشده تعليقاتكم…. لا تعليقاتهم هؤلاء المتفيقهين….. فقد ختم الله علي سمعهم وابصارهم فهم لا يفقهون