لولاك يا سيدتي ما نزلت الى محيط المرايا خالد فريطاس الجزائر

لولاك يا سيدتي ما نزلت الى محيط المرايا
وسألتها من أجمل الجميلات
وما أيقضت جرس الإنذار
كي يفتش عيناك
وينير عشب الليل
ويشعل مشكاة مآقيك في الزوايا
لولاك يا سيدتي ما أبحرت في دمعه
وما آمنت بهواك واحدثت بدعه
وطفت على مجانين الهوى ببعض حنطة
وما أحرقت عجل العشاق و الواح الوصايا
لولاك لما أسررت لحباحب الليل همسي
ولا أشتريت البريق لشريانك وتركت نفسي
ولا أفترضت أني صبي
وما تصرفت بحمق في جدائل شعرك
ولا أتقنت في الحسن ركوب العيون والرمايه
لولاك ياسيدتي لاكتفيت بقلب صغير
وثغر صغير وقلم صغير
ولما فتحت الأقاليم السبعة
وأسرت ملوك الجان
وصفدت أصحاب الإفك والغوايه
لفتحت نافذة صغيرة تطل على مقابر العشاق
ولتعلمت كيف تقلع الأسنان في الأسواق
وكيف يقطع عرق النسا
ولما اتبعت فراشات الهوى وألوانهاا الطاغية الى اللانهايه
لولاك لكنت قندسا أكتفي بقندستي ومائي و أحراش على ضفاف نهري
وبعض شجرات اللوز والجوز
ولم اتبع أثر عيناك لحل مستحيل
ذبح البداية الجميلة قربانا لآلهة النهايه
لولاك يا سيدتي لما كتبت الشعر
ولا خاصمت جماهير القوافي
ولا أبحرت في البحور بلا صواري
ولا وشيت بجنودي عند قراصنة الهوى
وصادقت على نفي العشاق
وماقررت أن أسلم للصعاليك صواع الملك ودفاتر الجبايه
لولاك ياسيدتي لما إقترضت بعض الشاعرية من القمر
ولما بعت برودتي للشمس كي تذوب في جليدي
ولما حرمت جميع الشحوم.على ضهر العشق
وأحللت ما حملت هياكل الاشواق من الحوايا
لولاك لاكتفيت بعش من كلإ المراعي
وما فطمت عن العشيقات من الرضاع
ولرسمت شلالا من الرضاب
على الحيطان وجدائل الجواري
يصب في أقاليم الهيام السبعة ويدور على خصر الصبايا
لولاك يا سيدتي لما.همت وعمت
ولما سكنت تيجان الوصيفات
وما جعلت من رموش الحسناوات أرجوحة
يسافر فيها النبض مرتعشا
فوق بساط الريح
وما.كانت.نيران الصبابة بردا وسلاما
وما صليت فيها بملوك العشق وتركت المساجد والزوايا
لولاك يا سيدتي ما كسرت صنارتي وأحرقت شباكي
وحرمت الصيد ورجعت بزورقي فارغا
ودخلت صومعتي وترهبنت
وأنا صغير مازال خبز أمي وقهوتها أمنية عمري ومشتهايا
لولاك يا سيدتي ما تيممت بأطواق الياسمين
وما وقفت على طوابير العطارين
وما جلبت حجر الهبهاب من مجمع البحرين
كي أشعل سحر هاروت وماروت في عينيك
وأصلب جميع حمقى ومجانين العشق على أسوار بغداد
كي يكتمل نصاب القلم في الروايه
خالد فريطاس الجزائر
التعليقات
اكتب تعليقًا…