
بيت الأدباء والشعراء
قلب الزمان مواجعي فرجوته
قلب الزمان مواجعي فرجوته
ترك الديار مخافة أن يرجعا
ظلم الزمان ليس فيه شفاعه
وشماتة الأعداء أكبر موجعا
وذرفت دمعا وانقهرت تأففا
إن الدموع تسيل كي نتشجعا
عبر الزمان بنابه شرياننا
ورسى بقرب فؤادنا ليقطعا
ضهر الفسادعلى يديه أذاقنا
رب العباد نوائبا كي نردعا
قلب الزمان مواجعي فرجوته
أن يرعوي فازداد فيا توسعا
ومضيت أصنع في الحداد سفينتي
وجعلت بؤسي في الجوانب أشرعا
فك الوصال وخان قصعة ملحنا
دك القلاع ولا عزيز ليشفعا
ويحي على ثغر تآكل سنه
وبدى له بين النوادر مصرعا
ومضيت بين الناس أحكي قصتي
فلا خليلا بينهم كي يسمعا
يأتي الزمان بما يعكر صفونا
ويذيقنا مر المذاق لنشبعا
وقد شبعنا وماذا بعد عنائنا
فلا مناص غير السجود ونركعا
قلب الزمان. مواجعي فرجوته
فزادني هما وزاد ترفع
إن الزمان حين تمام هجائه
يرمي الكريم ولا يحاش تضرعا
فاخشع لربك في النوائب داعيا
إن الزمان رسوله كي تقنعا
إن اللبيب إذا تآفل نجمه
سرق النجوم من السماء واقلعا
وما العتاب عند النوائب حيلة
وما الذي يمضي البلاء ويرفعا
إن الزمان حين يميط لثامه
يسل سيفه للعباد مقطعا
جبر الخواطر بالزمان مهانة
ان الخواطر بالإرادة تصنعا
تقوى الإله للخواطر رحمة
والصبر اعظم جابر ومرقعا
لو كانت الدنيا نعيما دائما
لخلدت بين نعيمها متمتعا
لكنها تفنى ونفنى كلنا
إما الجنان وإما نار مصرعا
لو كانت الدنيا تساوي ذبابة
لما سقى الكفار فيها وأشبعا
دار إمتحان منذ كانت هكذا
ومفاتن تزداد فيها ترصعا
دار إبتلاء المؤمنين وسجنهم
كي يعلم الرحمان بطن الأضلعا
دار النعيم للمشركين وجنة
مال بنون زينة وتسكعا
والموت ماض في العباد مداهم
والفضل فيهم للتقاة الخشعا
تتزين الفردوس منذ وجودها
لتعانق الاخيار بين الأذرعا
تتقاذف النيران سود لهيبها
وشهيقها وزفيرها ما أفزعا
يرمى العصاة ولا يرام قعرها
سبعون.الفا من سنين مزمعا
خالدفريطاس الجزائر