Uncategorized

( الأخوين التميمي .. من شعراء الصحابة ))________د. سيد غيث

د. سيد غيث
‏٧‏ ساعات ·
……………………… بسم الله الرحمن الرحيم ……………………….
.
______(( الأخوين التميمي .. من شعراء الصحابة ))________
.
أهلاً .. ومرحباً بكم أحبتي الغوالي متابعين برنامج ( قطائف رمضانية )
أزف اليكم التهاني والتبريكات بشهركم المعظم أعاده الله عليكم بالخيرات
وكثير من السعادة .. والمسرات .
.
المقدمـــة :
لقد أثبت فرسان المسلمين في كل المعارك والغزوات التي خاضوها شجاعة عجيبة أذهلت عدوهم وأرعبت خصومهم
وانطلـقـوا يخوضون غمار المعارك مدفوعين بعوامل الايمان والعقيدة الراسخة بداخلهـم للجهاد الحق فكانت هذه البدايات تجربة جيدة لحركة الامة وهي تبني برفعة كيانها فتجدد حياتها وتستجيب لدواعي الفرائض من جهاد وفتوحـات تمـت على ايدي هؤلاء الفرسان اللذين حاربوا بالسيف والقلم معا .. ففتــحوا لنا الفتوحات .. وسطروا باقلامهم اروع القصائد التــي ذكرت هــذه الملاحم وسجـلت في ذاكـرة الادب العربـي الجليـل .
سعد بن معاذ يخاطب النبي الكريم قائلاً: “يارسول الله, قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فامض بنا لما أردت، وأظعن بنا حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ماشئت، وأعطنا ماشئت، وما أخذت منا أحب إلينا مما تركت، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغمام لسرنا معك، ولو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك، وما أمرت فيه من أمر فنحن تبع لأمرك، ولعل الله يريك منا ماتقر به عينك، فسر بنا على بركة الله، فسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقول سعد ونشطه ذلك، ثم قال: “سيروا وابشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم“.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه “ قاتل رسول الله –صلوات ربي عليه محارب خصفة بنخل فرأوا من المسلمين غرة، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث حتى قام على رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالسيف، فقال: من يمنعك مني قال: “الله“، فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: “من يمنعك مني” قال: كن كخير آخذ، قال “أتشهد أن لا إله إلا الله “قال: لا ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، قال: فذهب إلى أصحابه، قال: قد جئتكم من عند خير الناس .
كان أشجع العرب محمد صلوات ربي عليه لقول أحدهم يصف شجاعته :
أنت الشجاع إذا الأبطال ذاهلة *** والهندواني في الأعماق واللمم
أما عن أصحاب رسول الله فقد رباهم بنفسه واعتنى بهم عناية خاصة فقد كانوا طلابه وتلاميذه في الشجاعة والإقدام وما قامت دولة الإسلام إلا بشجاعتهم وما ضحوا به من دماء في نصرة هذا الدين القيم فكان منهم :
= ( القعقاع بن عمرو التميمي ) هو :أحد فوارس المسلمين الشحعان:
القعقاع بن عمرو التميمي.. هو: فارس وقائد مسـلم وبطل عربي مشــهور شهـد معركة القادسية و اليرموك وغيرهما من معــارك المسلمين فـيعصر الفتوحــات الإسلامية ظهرت ملامح شخصيته بوضوح شديد فـي الفتوحـــات فقد كان شجاعاً مقــداماً ثابتـاً فــي أرض المعـارك وبجـوار شجاعته وشدة بأســه على الأعداء كان شديد الذكاء وذو حنـكة عسكــرية في إدارة المعــارك ويظهر ذلك في معـركة القادسيـة عندمـا كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن ابي وقاص يسأله ؟؟ ..
(أي فـارس أيـام القادسية كان أفرس.. وأي رجل كان أرجل ..وأي راكـب كان أثبت ..) فسمع هذا الكلام فأنشد يقول:
ألَمْ تَرَنَا على اليرموك فُزنا ** كمـــا فُزنـــــا بأيام العـــراق
فتحنا قبلها بُصـرى وكانتْ ** محرّمة الجـــناب لدَى البُعاق
وعذراء المدائـن قد فتحنا ** ومـــَرْجَ الصُّفَّرين على العِتَاقِ
فضضنا جمعَهم لمّا استحالوا ** على الواقوص بالبتر الرّقاقِ
قتلنا الروم حتى ما تُساوي **على اليرمـــوك ثفْروق الوِراقِ
.
وهو القائل : عندما انتصر المسلمين علـى الفرس في موقـعـة ( جلولاء ) سنة ١٦ هجرية ..
ونحن قتلنا في جلولا اثابرا ** ومهران اذ عزت عليه المذاهب
ويوم جلولاء الوقيعة افنيـت ** بنو فارس لما حــــوتها الكتائب
(( من البحر الطويل )) …
وبعد أن انتهى خالد بن الوليد من قتال مسيلمة الكذاب، أتاه كتاب أبي بكر الصديق يأمره بالتوجه إلى العراق، وبعد وصول الرسالة قرأها خالد على جنده، فرجع أكثر الجيش ولم يبقَ معه إلى القليل، فطلب خالد المدد من أبي بكر فأمده برجل واحد وهو القعقاع بن عمرو فتعجب الصحابة من ذلك وقالوا لأبي بكر: أتمد رجلاً قد انفض عنه جنوده برجل
واحد فقال: لهم « لايهزم جيش فيه مثل هذا الرجل ».
= فأنشد قائلاً :
للحرب شمرت بلوى قديس ** احب اللى من دعــة البراح
وضرب كتيبة وطعان اخــرى ** الذ الى من لــــبن اللقاح
ويوم تذهل الالبــــــاب فيه ** اقمـــت على خواليه البطاح
فللت جموعه و،الخيــل زور ** تمج الاني او علق الجراح
((من البحر الوافر ))…
كان للقعقاع بن عمرو دور كبير في حروب الردة، فقد أرسله أبو بكر الصديق للأغارة على علقمة بن علاثة العامري وكان أسلم ثم ارتد عن الإسلام في عهد الرسول وبعد وفاته عسكر علقمة في بني كعب يريد غزو المدينة المنورة فبلغ ذلك الصديق فبعث إليه سرية بقيادة القعقاع بن عمرو ويقال القعقاع بن سور وقال له « ياقعقاع سر حتى تغير على علقمة بن علاثة لعلك أن تأخذه لي أو تقتله، واعلم أن شفاء الشق الحوص فاصنع ما عندك » فخرج القعقاع على رأس هــذه السرية، وكان علقمة مستعدا دائما، وعندما أقبلت عليه سرية القعقاع على الماء الذي ينزله علقمة هرب على فرسه ولم يستطع أحد اللحاق به، فأخذ القعقاع أهله وولده وقدم بهم على أبي بكر الصديق في المدينة وأنكر أهل علقمة وولده أنهم على حاله في الردة وقالوا لأبي بكر ماذنبنا فيما صنع علقمة؟ فقبل منهم وأرسلهم وقد أسلم علقمة بعد ذلك فقبل منه أبو بكر الصديق أسلامه وعفا عنه .
=و يقــول :
كم من أب لي قد ورثت فعاله ** جم المكارم بحـــــره تيار
وغداة فحل قد راوني معلمــا ** والخيل تنحط والبــلا اطوار
مازالت الخيل العراب تدوسهم ** في حوم فحل والهبا موار
(( من بحر الكامل )) …
=وهو القائل :
ولقد شهدت البرق برق تهامة ** يهدى المقانــب راكب العيار
في جند سيف الله سيف محمد ** والسابقين بسنــــــة الاحرار
لم تنفرج عني الامور مفتــــــــنا ** ان الخـيار هم بنو الاخبار
(( من بحر الكامل )) …
= يـــقــول :
ولم ار قوما مثل قوم رايتهـــــم ** على ولجات البر احمى وانجـبا
واقتل المرواس في كل مجمع ** اذا ضغضع الدهر الجموع وكبكبا
((من البحر الطويل)) …
= المعارك والفتوحات التي شهدت على شجاعة القعقاع :
= معركة الأبلة أو ذات السلاسل سنة 12 هـ
= فتح الحيرة
= معركة الحصيد سنة 13 هـ
= معركة المصيخ
= معركة الفراض
= معركة القادسية
= القعقاع وفتح مدينة بهرسير والمدائن سنة 16 هـ
= فتح بهرسير
= فتح المدائن
= القعقاع بن عمرو في معركة جلولاء سنة 16 هـ
= فتح حلوان على يد القعقاع .
= بعدما صال وجال في المعارك وشارك وشهد بأم عينه الفتوحات تم تكريم القعقاع بن عمرو ليكون واليا على حلوان :
مكث القعقاع بن عمرو في حلوان ببلاد الفرس (واسمها الفارسي: سرپول الذهب) وأصبح والياً عليها تنفيذا لأمر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب شهرين من فتح جلولاء في ذي القعدة من سنة 16 هـ حتى خروج سعد بن أبي وقاص بالناس من جلولاء إلى الكوفة في محرم سنة 17هـ
وبعد اختطاط الكوفة كتب سعد بن أبي وقاص إلى القعقاع بن عمرو بالقدوم بمن معه من الجند إلى المدائن وأن أستخَلِّفْ عَلَى النَّاسِ بِجَلُولاءَ قُبَاذَ وهو من الفرس الذين أسلموا وحسن إسلامهم وأصله من خراسان.
.
= وفاتــــــه :
دخل القعقاع المنزلة بدقهلية – مصر- وكانت تسمى وقتها ” تنيس البحرية ” وسميت بعد دخوله “منزلة القعقاع”
وأمَّرَه القائد عمرو بن العاص عليها ليبني بها أول مسجد وظل بها حتى توفي ودفن بضريحه بجوار المسجد ثم بعد
تجديد المسجد والضريح أصبح مرتبط بالمسجد والذي أصبح مزارًا .. ولم تذكر المصادر سنة وفاته بالتحديد.
=====
=====
= ثاني شعراء آل تميمي هو (( عاصم بن عمرو التميمي ))
هو : عاصم بن عمرو التميمي هو أحد زعمــاء بنى تميــم وفرســـانها ومن قادة المسلمين في فتح العراق وأخـو القائد والفــارس والشاعـر الشهـير و( القعـقاع التميمي ) كان في جيـــش خالد بن الوليد المتجه للعراق وبقي مع المــثنى بن حارثة الشيباني هناك برز في معركة القادسية التي جمعـت الفوارس من كل قبائل العرب تقريبا وفرسانها.أرسله سعد بن ابى وقاص إلى كسرىملك الفرس مع بعض الوجهاء المسلمون وهو القائل:
جلبنا الخــــيل من بلد ببـاب ** الى الآطــــام والبلد الرواء
تركن لهم بكاظمــة المـــنايا ** احـــاديث يذوب لها الرحاء
فلم ار مثل يوم السيف حتى ** رايت الثني تخضبه الدماء
.
أرسله سعد بن ابى وقاص إلى كسرى ملك الفرس مع بعض الوجهاء المسلمون، وعندما لقي كسرى الرسل أراد أن يهينهم ويرسل إلى سعد كيس ملئ بالتراب، فاعطاه الكيس المملوء بالتراب، فحمله عاصم وانطلق به نحو جيــــش المسلمين وقال لهم ابشروا فوالله قد اسلموكم أراضيهم.
وقال كسرى لرستم ما رأيت قوماً مثلهم من قبل ولم أكن أعلم أن العرب فيهم مثل ذلك ولكن أشرفهم كان أحمقهم فقال رستم متسائلا لم فقال يزدجرد ساخرا سألتهم من أشرفهم حتى أحمله وقرا من تراب فخرج أحدهم متطوعا وقال أنا أشرفهم فقال رستم وقد صعق من هول ما سمع بل هو أعقلهم لقد أعطيته للتو أرض فارس يا للشؤم عندها إسود وجه يزدجرد وأدرك أن أرض فارس قد صارت بأيدي المسلمين فنادى على جنوده وأمرهم بأن يلحقوا بعاصم ويرجعوا منه كيس تراب أرضهم إلا أن سيف عاصم كان قد سبق عذل رستم فقد طار عملاق بني تميم إلى سعد بتراب أرض فارس ليجعله بين يدي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فإستبشر سعد وإستبشر المسلمون وكان ذلك مقدمة وبشرى لنصر القادسية العظيم.
= يقول بشجاعة الفوارس :
لقد علمت عمروٌ وزيدٌ بأنّنا
نحلّ إذا خافَ العشائرُ بالسّهلِ
نجوبُ بلادَ الارض غيرَ أذلةٍ
بها عُرضَ ما بين الفرات إلى الرملِ
أقمنا على اليرموك حتّى تجمّعتْ
جلائبُ رومٍ في كتائبها العضلِ
ترى حين نغشاهم خيولاً ومعشراً
وأسلحةً ما تستفيق من القتلِ
شفاني الذي لاقى هِرَقْلُ فردّه
على رَغْمه بين الكتائب والرحلِ
قتلناهُمُ حتّى شفينا نفوسَنا
من القادة الاولى الرؤوس ومن عجل
نعاورهمْ قتلاً بكلّ مهنّدٍ
ونطلبهم بالذحل ذحلاً على ذحل
وكم فيهم من سيّدٍ ذي توسّعٍ
وحمّالِ أعباء وذي نائلٍ فهر
ومن ماجدٍ لا يُدرك الناسُ فضله
إذا عدّت الاحساب كالجبل الشرّ
= وهو القائل :
شهدنا بعون الله افضل مشــهد **باكرم من يقــوى على كل موكب
ركبنا على الجرد الجياد سوابحا ** بكـــل قـناة بل بكــــل مقتضب
وكنا بعــــون الله لا نرعــــوي اذا ** تبــادر طعن كالخمـام المثلب
ترانا وانا فــــي الحروب اسودها ** لنــا العزم لا يخفى بكل مجرب
نجول ونحــــمي والرماح شوارع ** ونطعــن يوم الحرب كل مجنب
قدمنا على كسرى بشدة حربنـــــا **وما حربنا فــي النائبات بمختبـي
((من بحر الطويل )) …
لفد كان شديد الذكاء وذا حنكة عسكرية في إدارة المعارك وظهر ذلك في معركة القادسية ولا يختلف المؤرخون
على فروسيته وبطولاته.
= وهو القائل :
أَلمْ تَرَنا غداة المقــــر فِئنا ** بأنـــهار وساكنها جهارا
قتلناهم بها ثـــــــمّ انْكَفَأنا ** إلى فم الفــراتِ بما استجارا
لَقينا من بني الاحرار فيها ** فوارس مّا يريدون الفرارا
= ويقول أيضاً :
جلبنا الخيل والابل المهاري ** الى الاعراض اراض السواد
ولم تر مثلنا كرما ومـــــجدا ** ولم تر مثلنا شنخـــاب هاد
شحنا جانب الملطاط مــــنا ** بجمـــــع لا يزول عن البعاد
لناتي معشرا البــــــوا علينا ** الى الانبــــار انبــــار العباد
(( من بحر الوافر ))…
=يقول :
شاب المفارق والاعراض فالتمعت ** من وقعـــة بقديس حرها العجم
خاب الكتائب والارزاخ وانشمــــرا ** من صكة صكها ديانهـا الحكم
بينا بجليلة قد كضت سراتهــــم **مالت عليهم بايدي الناصر المعتصم
كان العتيق لهـــــم مثوى ومعركة **فيه الفرائض والاوصـــال واللمم
((من بحر البسيط ))…
= ونختم بهذه الأبيات التي يمتدح فيها ( عثمان بن عفان ) رضى الله عنه :
ان ابن عفان الذي جربتم ** فطم اللصوص بمحكم الفرقان
مازال يعمل بالكتاب مهيمنا ** في كل عنـق منهــــم وبنان
(( من بحر الكامل )) …
ولد بأرض نجد من شبه ‏الجزيرة العربية‏ .. ولم تذكر المصادر أين دفن وسنة موته .
.
أسماء أشهر فرسان العرب :
أبو الأعور السلمي
أبو الهيذام المري
أبو عبد الله بن صناديد
أبو نويرة التغلبي
أربد بن قيس
أسامة بن زيد
أسد بن عبد الله القسري
أنس بن مدرك
عامر بن الطفيل
عامر بن ضبارة
عباد بن الحصين الحبطي
عبد الرحمن بن علقمة اللخمي
عبد الرحمن بن نعيم
عبد الله البطال
عبد الله بن الزبير
عبد الله بن الطفيل
عبد الله بن سعد بن أبي السرح
عبد يغوث الحارثي
عبيدة بن هلال اليشكري
عثمان بن حيان
عذار بن باوي
عساف الحسين
عصمة بن حدرة التميمي
عقبة بن وهب
عكرمة بن أبي جهل
علقمة بن علاثة العامري
عمارة بن تميم اللخمي
.
الخاتمـــــة:
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شجعانا أقوياء في الحق والجهاد في سبيل الله وقتال أعداء الله، فقد رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصبر والجهاد والقوة في الحق والزهد في الدنيا فتخلقت بداخلهم الشجاعة والاقدام والدفاع عن كلمة الحق .
🙁 عمرو بن ود وشجاعة على بن أبي طالب ) رضي الله عنه وأرضاه .
لقد استطاعت مجموعة من العدو عبور الخندق، وكان من بينهم عمرو بن عبد ودٍّ، فراح يصول ويجول، ويتوعَّد ويتفاخر ببطولته، وينادي: هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد حتّى قال:
ولَقـــَدْ بُحِحْتُ من النداء
بجمعكم هَـــلْ مِنْ مُبارزْ
وَوَقفْتُ إذ جَبنَ المُشَجَّعُ.
مَوقفَ البَطَـــــل المناجِزْ
إنّـــي كــــذلك لـــم أزلْ
متسرّعاً نحـــــو الهزاهز
إنّ السماحةــــ والشجاعة
في الفتى خيْــــرُ الغــرائز
فقام الإمام عليّ وقال: أنا له يارسول الله، فقال له النبي “صلى الله عليه وسلم”، اجلس إنه عمرو، فقال الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه، وإن كان عمروًا، فأذن له النبي “صلى الله عليه وسلم”، وأعطى له سيفه الشهير (ذا الفقار) وألبسه درعه، وعممه بعمامته.. ثمّ قال “صلى الله عليه وسلم”، إلهي أخذت عبيدة منّي يوم بدر، وحمزة يوم أُحد، وهذا أخي، وابن عمّي، فلا تَذَرني فردًا، وأنت خير الوارثين.. ونزل عليَّ الميدان، ويمتلكه الثقة بالله، والنصر المبين، وقال كلامه الشهير ردًا على عمرو بن عبد ود:
لا تعجلنَّ فقد أتاك ** مجيبُ صوتكَ غير عاجزْ
ذُونية وَبصيرة ** والصـــدقُ مُنجــي كلّ فائز
إنّي لأرجو أن أُقيمَ ** عليكَ نائحـــة الجنـــائزْ
مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى ** ذكـــــرُها عِندَ الهَزاهِزْ
ثمّ خاطب ابن عبد ودٍّ بقوله: (يا عمرو، إنّك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى واحدة من ثلاث إلاّ قبلتها).
قال عمرو: أجل.
فقال عليَّ، (فإنّي أدعوك أن تشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وتسلم لربّ العالمين).
فقال : يا ابن أخي أخّر عنّي هذه.
فقال له: ( أما أنّها خير لك لو أخذتها).
ثمّ قال عليَّ: ( وأُخرى ترجع إلى بلادك، فإن يك محمّد صادقًا كنت أسعد الناس به، وإن يك كاذبًا كان الذي تريد).
قال: هذا ما لا تتحدّث به نساء قريش أبدًا.
ثمّ قال عليَّ، فالثالثة، أدعوكَ إلى البراز).
فقال عمرو: إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أن أحدًا من العرب يرومني عليها، ولم يا ابن أخي؟ إنّي لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك، وقد كان أبوك لي نديمًا.
فردَّ علياً: لكني أحب أن أقتلك.
فاقتحم عن فرسه فعقره، وسلّ سيفه كأنّه شعلة نار، وأقبل عمرو مهاجمًا عليًا، فصدَّه برباطة جأش، وأرداه قتيلاً، فعلا التكبير والتهليل في صفوف المسلمين.
وحينما قتل عليَّ عمرواً أقبل نحو رسول الله “صلى الله عليه وسلم” ووجهه يتهلل، فقال له عمر بن الخطّاب: هلاّ سلبته
ياعلي درعه، فإنّه ليس في العرب درع مثلها؟ فقال عليّ: (إنّي استحييت أن أكشف سوءة ابن عمّي).
وقال عليّ أبياتاً في قتل عمرو، منها:
لا تحسبنّ الله خاذل دينه … ونبيّه يا معشر الأحزابِ
ولمَّا رجع سيدنا عليّ ظافرًا، استقبله رسول الله “صلى الله عليه وسلم” وهو يقول: (لَمُبَارَزَة عَليّ بن أبي طالب لِعَمرو بن عبد ودٍّ أفضلُ من عَمل أُمَّتي إلى يوم القيامة).
_________________________
حقوق النشر محفوظة .. د. سيد غيث ..
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: