مِصرُ تَرفَعُ سَيفَهَا…….. بقلم /محمود عويضة السايس

مِصرُ تَرفَعُ سَيفَهَا…….. بقلم /محمود عويضة السايس
انظرُوا شَابَ الزَّمان وضَعفَ الأَقوِياءِ…… وَبَقِيت مِصر العَظِيمة يَمَلؤُهَا الكِبرِيَاء
وكم طَامِعٍ في أَرضِي يُقَارِعُنِي…… وَحَظُهُ مِنِي ضَيَاعُ رُوحِهِ هَبَاء
يا أُمَّةَ الكَرامَةِ كَيفَ تَرضَي لِنَفسِهَا…… أِنْ تُهَانَ رُمُوزُهَا صَبَاحًا ومَسَاء
يَا أَصحَابَ العُقُولِ أَينَ فِكرِكُم…… من عَالَمٍ مَلأَتهُ الفِتَنُ والضَّوضَاء
عَالَمٌ استَبَاحَ كُلَ شَيءٍ لِغَايَتِهِ…… بَعدَ شَرِّهِ لاَ تَقَدُمَ ولاَ رَخَاء
تَرَي الغَربَ في أَشَدِ تَأَلُّقِهِ…… يُنَادِي بِالدِّيمُقرَاطِيَةِ يَتَلَوَّنُ كالحِربَاء
وأينَ الإِنسان في سُورِيَا وفِلِسطِين…… وأينَ الحَقُ والعَدلُ أَيُّها الأَوفِيَاء
وماذاَ كانَ الرَّبيعُ العَرَبِيُّ غيَرَ …… خُطَّةٍ تُقَطِّعُ جِسمَ العُرُوبَةِ أَشلاَء
كفاكِ صبرًا يا بِلاَدِي الأَبِيةَ…… فَإِني أَنتَظِرُ مِنكِ فَقَط النِّدَاء
لِتَرَانِي الدُّنيَا مَشرِقهَا ومَغرِبُهَا…… أَجرِي عَلَي حُدُودِكِ أَنهَاَر الدِّمَاء
وأَقطَعُ أَلسِنَةً تَعَدَّت فِي غَيِّهَا…… وأُلَقِّنَ دَرسَ البُطُولَةَ لِمن أَسَاء
ويعلمُ كلَّ من خًانًهُ ظَنُّهُ…… وطَمِعَ بِوَرَقَةِ شجرٍ أو جرعة مَاء
سوفَ نَمحُ من الوُجُودِ رِيحَهُ …… ونَجعلَهُ والعدمُ علي حَدِّ السَّواء
مصر دماؤُهَا تَغلي تَحرقُ الشُّريَان…… زَفِيرُ أنفاسِهَا لهيبٌ كجَمرَةٍ حَمراء
استعدُوا فَلَن تُخلف لأَعدَائِها قَسَمٌ…… بِأَن تَسقِيهِم القَهرَ والمَوتَ أَذِلاَء
ولا تحزن من لقَّنَتهُ القَسَم……فحُسنُ الظَّن فَضِيلَةٌ مُضِيئةٌ وبَهَاء
قِف وقُل لَهم مِصرُ خَلفِي …… طِينُها ورِمَالَها وُجُوهُهَا البَيضَاءُ والسَّمرَاء
قل لهم وَرَائِي شَعبًا تَجَهَّزَ…… أَجِنِةً ورِضعَ وصِبيَانَ وشَبَابَ وكهلاء
نحن أبناءُ مصر بنينا القُبُورَ …… ورَسَمنَا وُجُوهَنا عَليهَا وكتَبنَا الأَسمَاء
وحملنا لأَنفُسِنَا الأَكفَانَ والطِّيبَ…… وأَتَينَا عليهَا بالمُشَيِّعِينَ والمُستَغفِرينَ والقُرَّاء
وقُلنَا انهَضِي أَنفُسٌ طَلَبت الحُسنَيَيَنِ …… أَو إِحدَاهُمِا فَتَفَتَّحِي أَبْوابَ السَّماء
محمود عويضة السايس
مصر / دمياط