
بيت الأدباء والشعراء
(( الـفوائــد الــتربويـة للصوم ))
الاديب للنشر مع د. سيد غيث.
١٩ ساعة ·
……………………… بسم الله الرحمن الرحيم ……………………
.
(( الـفوائــد الــتربويـة للصوم ))
.
أهلاً .. ومرحباً بكم أحبتي الغوالي متابعين برنامج ( قطائف رمضانية )
أزف اليكم التهنئة والتبريكات بشهركم المعظم أعاده الله عليكم بالخيرات
وكثير من السعادة ..والمسرات .
.
تقديم:
حينما تضعف إرادةُ الإنسان عن أن يحمل نفسه على طاعة الله يأتي رمضان ليقوي هذه الإرادة .
ومجرد معرفة أنَّ الصوم كتب على الأمم من قبلنا فهذا دليلٌ على آثاره العظيمة وفوائده على الإيمان والإنسان والمجتمع.
فحسن علاقتك مع الله وذلك من خلال التعرف إلى منهجه وحَمْل النفس على طاعته والتقرُّب إليه بشتَّى القُرُبات أن تكون حسن الصلة بالله أن تُقبل عليه أن تعتمد عليه، أن تتوكل عليه أن تُخلص له أن تجعل رضاه همَّك، أن تجعل طاعته مبلغ علمك.
.
وقفاتٌ تربوية أحبتي عن أسرار الصيام استنباطاً لحكمه ووقوفًا مع دُرَره فمن تأمَّل الصيام وأنَّ الله جعَلَه الرُّكْنَ الثَّاني من أركان الملَّة، وشرعه على جَميع الأمم ولم يخصَّنا به ولا أهل الكتاب من قبلنا كما هو الشأن في بعض الأحكام فدلَّ ذلك على أنَّ به من الفوائد التربوية التي تفيد الأسرة والعائلة حتى يعود النفع على المجتمع الاسلامي الكبير.
= الصوم وتهذيب الانفس :
الصيام مدرسة تربوية كبيرة لتهذيب الأخلاق ، لتسمو بالانفس
عن شهواتها ورغباتها إذ يعيش المسلم في ارفع درجـت الصفاء
والإخـلاص فـي هذاالشهر الكريم ، فيه تربية للإرادة القوية وفيه تد ريب الانسـان على الصبر ووقاية له من الاثم في الدنيا ، ومن النار في الآخرة كمـا جــاء في الحديث الشريف ( الصيام جنة ) أي وقاية من الاثام .. ووقاية من عذاب النيران .
.
= الصوم و تعظيم اوامر الله:
رمضان يربي الناس على تعظيم أوامر الله، وذلك بأداء هــذه العبادة الشـريفة لأن أداء الأوامر يربي تعظيم الله وأوامـره في النفوس والتعظيم قائم على المحبة ومرتبط بها وهي أساس الأعمال القلبية فالتعظيم أمر قلبي تـظهر آثاره وكمال صدقه على الجوارح بامتثال الأوامر وترك النواهي.
.
= الصوم و صفاء الذهن:
الصيام له أثر على صفاء النفس والذهن، فيرجع الذهن خالياً عن المشاغل والنفس متخففة من أعبائها وأثقالهـا التي تراكمــت فأصبحت تحـول بين صاحبها وغذاء روحـه ومن عرف ارتباط الشبع وأثره على النفس والذهن أدرك فضيلة الصيام في هذا الجانب .
.
= الصوم والمسواه بين العباد:
——————-——–
الصوم يربي عنــد الرؤساء والملوك الأمراء والوزراء المـاواة في العبـادة مع غيرهم ولا تميزفي ذلك إلاّ بما يقوم في قلوب العباد من الـتقوى فكذلك يربي في نفوس الفقراء والضعفاء أثر التدين وأنه بهذا الدين فقــط ساوى الله بينه وبين الطبقة العليا، وذلك تكرمة من الله بدينــه، وذلك يورث في النفوس عظمة الدين .
.
= الصوم وفرحة الصائم:
—————-——-
في رمضان وعند الإفطار يحس الإنسان بفرحة ذكرهـا صـلى الله عليه وسلم بقوله “للصائم فرحة عند فطره”، وهي فطـرية تُحس ولا توصـف، لما لها من اللذة وقد فسر بعض أهـــل العلم تلك اللـذة بأنها لذة معنوية تدخل الى القلب لا مجرد لذة الطعام والشراب فحسب .
.
= رسالة الصوم:
———–—–
رمضان الكريم بصــومه العظــيم.. رسالــة إلى كل من مـــارس الظلم ومنع الحقـــوق؛ فالجـوع قاسم مشترك بين الصائمين وألم العطش يحرق الجوف فمن مــارس الظلـم ومنع حقـوق الناس في أكلهم وشــربهم وسائر ضرورياتهم جـــاء رمضــان ليذكـره بآلامـــهم وأحزانـــهم، وما يقاســون من صــبر ومصـابرة فلعــل ذلك يكــون رادعـاً لـه عن الظــلم فعادة لا ينتبه الإنسان من غفلته إلاّ إذا مر به ظرف مشابه لما يمارسه مع الآخرين. رمضـان يذكر الإنسـان أنه فرد من المجتمـع يصوم معهــم ويجــوع مثلهمةويمتنع كما امتنعوا ويفطـــر إذا أفطــروا، فهو منهم وبهم، فإذا أحس المسلم بهذا الشعور بادلهم النفع والمحبـــة والغيرة فيحرص على ألاّ تغرق السفينة ويمسك على يد من سعـى في خرقها؛ لأنه من ضمن ركابها ويتحمل شيئاً من مسؤوليتهم و يجمع لأهله القوتــين (المادية والمعنوية) فالقوة الصـحية والجسمية في الجانــب المادي، وما سـبق ذكره وما سيأتي من الثمرات يعتبر من القوة المعنوية .
(( قطائــــــف رمضـانيــــة ))
.
= القطيفة الاولى:عن ( الصـلاة )
يقول المولى عز وجل :
(( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا )) سورة النساء .
ويقول الحق جل وعلا:
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) العنكبوت.إِنَّ فَرِيضَةَ الصَّلاةِ مِـــنْ أَهَـــمِّ فَرائِــــضِ الدِّينِ الَّتِي أَكَّدَ اللهُ أَمْـرَها فـي جَمِيعِ الشَّرائِعِ وإِنَّ مِنْ أَبْرَزِ أَسْرارِ هَذِهِ العِبادَةِ الجَلِيلَةِ ومَعانِيــها السامِيَةِ أَنَّها بِأَفْعالِها وقِراءَتِهــا ودُعائِها خُشُــوعٌ وخُضُــوعٌ للهِ رَبِّ العالَمِينَ وتَحْقِيقٌ لِقُــرْبِ العَبْدِ مِنْ رَبِّهِ القُرْبَ الْمَعْنَوِيَّ قالَ اللهُ سُبْحانَهُ وتَعالى في سُورَةِ العَلَــقِ مُخاطِـبًا رَسُولَهُ علَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ
﴿ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِبْ ﴾ وقالَ عَلَيْـهِ الصَّـلاةُ والسَّـلامُ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ .
وهي عبادةٌ سمية تشرِق بالأمـــلِ في لُجّـة الظلُمـات، وتنـقذ المتــردّي في
دَرب الضلالات، وتأخــذ بيد البائِس من قَعر بؤسـه واليائس من دَرك يأسِه إلى طريق النجاة والحيـاة، وَأَقِــمِ الصــلاةَ طَرَفَـىِ النَّهَـارِ وَزُلَـــفًا مِّنَ الَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ ذالِكَ ذِكْرَى لِلذكِرِينَ.
وعنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(( الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْـدُ لِلَّهِ تَمْـلَأُ الْمِيـزَانَ وَسُبْحَــانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْــلَآَنِ أَوْ تَمْــلَأُ مَــا بَيْنَ السَّمَــاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّــلَاةُ نُورٌ وَالصَّـدَقَةُ بُرْهَـانٌ
وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْـــدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أوْ مُوبِقُهَا )).
يا تاركاً للصـلاة ويا هاجـــراً لبيوت الله ويا مستهيناً بأوامـر الله :هل تذكـرت هادم اللذات ومفـــرق الجماعات ، هل تذكرت مفارقة المـال والأهل والأولاد هل تذكرت يوماً تكـون فيه من أهل القــبور هل تذكرت ضيـقها وظلمتها ووحشتها وكربتها.
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ )) والــويل قال: عنه عطاء
بن يسار ” الويل واد في جهـنم لو ســيرت فيه الجـبال لماعت مـن حره واختلفت أحوالهم في التهـاون والتضيـيع بين مضيــع لها بالكليـة ومضيع لأركانها وواجباتهـا والخشـوع فيها ومضـــيع لأوقاتــها ومضــيع لجماعتها في المساجد حيث ينادى بها.أيها المسلمون: وليكن حديثنا هذا اليــوم مع المضيعين للصـــلاة والمتهاونين بها بــدءاً بالتاركين لهــا إنَّ تـارك الصلاة عاص للرحمــن متبـع للشيطان الــذي أمر بالسجود فأبـى وسيحشر يوم القيامة مع يليق به من العاصين لرب العالمين .
.
= القطيفة الثانية:(( ثقــــف نفسـك ))
.
أسماء أنواع الأطعمة عند العرب:
– ( الوليمــــة ) طعام العرس.
– ( الوضيمة) طعام التعزية .
– ( النقيمـة ) طعام القادم من السفر.
– ( الوكيرة ) طعام البناء .
– ( القـرى ) طعام الضيف .
– ( المأدبـة ) الدعوة والاحتفالية.
– ( العجالة) طعام المتعجل على الطعام قبل الغذاء.
><><
= أسماء ومسميات :
اسم ام نبي الله ( موسى ) التي وضعته في اليم .هي السيدة ( يوكابد ) .
اسم زوجة نبي الله شعيب .اسمها ( صافوراء) ويعني العصفورة.
اول اللذين قاموا بالتبشير من الغرب في ديار الاسام.
هو( ريمون لول ) الاسبـــاني وذلك بعد ان فشلت الحــروب الصليبية في
مهمتها فتعلم اللغة العربية وذهب يتنقل من بلد اسلامي لبلد آخر كي
ينشر التبشير .
.
= القطيفة الثالثة :(( حــدث في رمضـان ))
.
= أحداث رمضانية:
- رمضان في العام : مئه وثمانية وستون الهجري :
في عهد الخليفة (هارون الرشيد) نقضـت الــروم العهد الذي كان بـينها وبين المسلمين، ولم يستمروا على الصلح أكثر من اثنين وثلاثين شهـراً فقاتلهم المسلمون وانتصروا عليهم.
.
= رمضان في العام :مئه وتسعة وعشرون الهجري :
قام (أبو مسلم الخراساني) بالدعوة إلى إقامــة دولة بني العـباس، فقصده
الناس من كل جانب واتّخذ السواد شعـــــارا له ولمـــن معه، وقد أريقت في سبيل ذلك دماء كثير من المسلمين .
.
= رمضان في العام : خمسمائه واربعة وثمانون الهجري :
قام المسلمون بقيـــادة (صلاح الدين الأيوبي) بفتـــح مدينـــة ( الكـرك) ثــم خرجوا قاصدين مدينــة “صفد” وحاصروهــــا بالمنجنـــيق، حتــى أنقـذوا تلك المدينة مـن أيـــدي الصلبيين، وأمّنـــوا النـاس على أنفسهم وأرواحهم في تلك الحصون .
.
خاتمـــــة:
أحبتي الغوالي: رمضان يورثُ مَحبَّة الله في قلب المؤمن فإنَّه إذا رأى كرَمَ ربِّه وجزيل عطاياهُ في رمضان زادت محبته سبحانه، والمحبة ركن في الإيمان وهي أساس الأعمال فيُقْبِل المؤمن على العمل مُحبًّا له متمسِّكًا به ومتقِنًا لأدائه ففي رمضان يتكرَّم المولى بالمغفرة لمن صام ولمن قام وفطَّر صائمًا والحسنة تضاعف فيه ما لا تتضاعف في غيره واختصَّ الله بأجر الصائم دون غيره وما ذاك إلا محضُ فضلٍ منه سبحانه وتعالى.
.
رمضان يربي الناس على تدارس القرآن وتدبره، وهو معنى أخصُّ من مجرَّد قراءته، فيعيش المسلم بين آيات القرآن وقصصه ووعده ووعيده فتدمع عينُه تارةً ويلينُ قلبُه تارة أخرى، يرى الأمم الماضية حاضرة عنده ويعيشُ مع الأنبياء صبرهم ونصحهم وابتلاءهم، ويستنبط الأحكام ويستفيد الفوائد؛ ولذلك ( كان جبريل يُدارس النبيَّ صلوات ربي عليه القُرآن الكريم في رمضان كل ليلة ) .
ورمضان أحبتي: مدرسة لاقتناص الفرص والحذر من ضياعها ففي رمضان فرص عديدة جاءت الأدلة لحث الصائم عن اقتناصها لأجل أن يعتاد على ذلك ففي رمضان فرصةُ ليلة القدر وفرصة القيام وختْم القرآن وتفطير الفُقَراء فيعلم المسلمُ أنَّ الفرصة إذا فاتَتْه لا ترجع فيهتمُّ لها ويستعدُّ، فيتربَّى المسلم على تتبُّع الفُرَص على مدار العام.
.
والصيامُ أيضاً علاجٌ للبَغْضاء والحسَد لقوله صلوات الله عليه (صيام شهْر الصَّبر وثلاثةِ أيَّام من كل شهر يُذْهِبْن وَحَرَ الصَّدر)
ووَحَر الصدْر: غِلُّه وحِقْده وشدَّة غضبه وهذا أمر يزكِّي النَّفس المُسْلِمة ويُعالِجُ كثيرًا من المشاكِل الاجتماعيَّة كونه شهر التربية والاصلاح لمن أراد ذلك .
رمضان أحبتي هو فرصة ذهبية سنوية تعقد فيها الصلح مع الله وتتوب إليه وترجع إليه وتقبل عليه ليفتح لك ربك كما وعدك أبواب الخيروأبواب المغفرة .. فمن أصدق من الله وعداً وهو الغفورالرحيم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق النشر محفوظة .. د. سيد غيث ..