
Uncategorized
لا جديد تحت الشمس
● لاجديد تحت الشمس●
• كأي انسان انا مثلي مثل باقي عباد الله عندي بعض المشاكل بعضها مزمنة وبعضها ليس لها اي علاقة بحياتي اليومية.
عند الغروب حاولت ان أعيد ذكرياتي مع تلك الفتاة الصبية ذات الثاني والعشرين ربيعا ،سماء دمشق ملبدة بغيوم سوداء
هطولات مطرية تترافق مع البرق والرعد ورياح باردة ، كم هي جميلة شوارع وازقة دمشق القديمة وحبات الغيث الهاطلة من رب الارض والسماء زادت المنطقة جمالا .
سؤال كبير راودني ربما لا استطيع الإجابة عليه، وكلماتها لي وخوفها من الرعد عندما غمرتني بقوة خوفا من رعد السماء ، ضحكت وقلت لها/مازلتي صغيرة مهما كبرت/ الاستياء أحاط بي وهزني من نفسي لان هذا الامر حقيقة مشكلة واحدة من المشاكل ربما تكون في وطني من الكبائر، وتساءلت ماهي أكبر المصائب اذا؟ فلكل إنسان تجربته في هذا العمر/الحرب…الوحدة…والمرض../ مليون جواب لهذا السؤال الكبير، اضافة الى اليأس ومهما شعرت به من الضروري ان اعمل اي شيئ/ في النهاية الذي ينقصني بهدف النجاح ماهو الاشيئ تافه وليس له قيمة/
العديد من المواضيع الشخصية تعرقل حركتي احاول تجاوزها وأحاول ان لا أحد يفهمني بطريقة خاطئة، ف إلى اين تبحر زوارقنا وعلى اي شط ترسي لا اعلم.
شيئ ما لفت نظري خلال زيارة صديق في مكتبه/صورة جاثمة خلفه شدتني كثيرا ودفعتني الى طرح سؤال لهذا الصديق /لمن هذه الصورة/ تبسم بطريقة الافتخار وقال هذه صورة(المرحوم ) وأردف قائلا أنت أيها الكاتب المثقف والإعلامي لديك أفكار جهنمية مضحكة وسندبادية جدااا لأنك لا تدرك قيمة هذه الصورة، اه وأي مرحوم هذا؟ عادت السماء تمطر بغزارة وتذكرت تلك الفتاة/ رشا/ كم هي المصائب كبيرة عندما تتراكم الأفكار وتصبح ذات حمل كبير. في اتصال هاتفي قلت لها أريد مساعدتك لدي الكثير من المواضيع ، أجابت قل لي دون أن تختزل منها اي شيئ أحب مساعدتك؟ كيف اتكلم… الطقس بارد وأمامي صورا توحي لي بالخوف والوجع والقهر .. حتى الاعتقالات طالت /الأدباء والكتاب والإعلاميين وفنانين /اغلال في المعصم دون وجه حق، كوابيس وأحلام اليقظة تأتي انسيابا وتنداح في شوارع دمشق الخالية تقريبا من الناس،حتى الطعام تجده بطعم العلقم والحنظل، ماذا يحدث؟ ولماذا كل هذه المصائب التي كانت نائمة يوما وفجأة نهضت بعد سبات عميق؟ يوما قالت لي وانا افكر كما أنت تفكر وازيد عليك تفشي الرذيلة وإهانة اي من كان، في ذاك اليوم لم اكن أعلم ان الإهانة سوف تصيبني من بعضهم عندما أحدهم وجه الشتائم لي فقط جرمي لأنني اتكلم مع الجريدة التي كنت اعمل بها، قالو من أنت قلت لهم اسمي وعملي وهذه بطاقتي الصحفية التي تخولني الدخول والخروج دون إذن من اي شخصية ،كلمة وقعت ك السوط على جسمي عندما أحدهم قال نعرفك من انت اذهب/وبلط البحر/ هذه هي الفرضيات تبنى عليها العديد من التساؤلات/ الخوف من القادم/ أفكارا من المؤكد سوف تتطور مع الزمن حتى يأتي يوما من الايام ويكون الفصل بين(الحق…. والباطل ) يوما سألتني هل أكملت كتابة أحداث مسلسلك الجديد اجبتها أصبحت بالخاتمة، قالت هل تسمح لي ان أقرأ قصتك قلت نعم، تركت مكاني وجلست هي تتابع خطوات وكلمات قلمي، تلك الفتاة انغمست بين الخطوط والعبارات والصفحات التي زادت فوق المائة ورقة، ربما لم اعلم مايدور في عقل هذه الفتاة عندما بادرت قائلة انا لا أحب المسلسلات ولست مقتنعة بأحداث قصتك ،اجبتها هذا رأيك الشخصي ولا اعتراض عليه، وفي لحظات بدأت الدموع تجري من مآقيها وتضحك ؟قلت ماذا جرى لك اردفت قائلة أنت كاتب عظيم وما كتبته لامسني حتى كأنك عصرت قلبي عصرا… فرحتي بنجاحك لا توصف، قلت لها أنت تجامليني فقط … ردت انا فخورة وسعيدة بك /حبيبا وكاتبا واعلامي./ وما قلته عن مسلسلك في البداية ماهو إلا لاثارتك ليس إلا.
ضربة قاضية كادت أن تنهي حياتي … لا افهم لماذا يحدث كل هذا … وكيف واين اجد نفسي وهي طريحة الفراش في غرفة العناية المشددة… كان توتري واضح للناس داخل المشفى وأصبحت في حالة هذيان، صديق لي كان يرافقني ويحدثني بهدف تخفيف حالة الاضطراب التي انا فيها.
أي ألم أتى….؟واي وجع هذا…؟ دوامة تنثر دموع الخوف والقهر من المجهول، الخوف الذي نعيشه جراء مايحدث بشكل يومي، في غرفة الإنعاش أصابني الذهول عندما عيني رأتها فقلت في نفسي/ يا الله كم تبدل حال هذه الفتاة أنها أصبحت بلون غير متجانس .
في الاصباح البعيدة وبعد ليالي السهر عبارة كنت أكتبها دائما/ لاشيئ تحت الشمس مات الضمير وشيع جثمانه لم يبقى في الدنيا ضمير يذكر/ هذه العبارة ملخص لمجريات الأحداث اليومية.
بعد زيارة(رشا ) وخروجي من المشفى سمعت دوي خمسة انفجارات موقع واحد عرفته/ البرامكة/ هذه الساحة عقدة مرورية معقدة جداا، وانا لا أريد ان اكون شاهدا على هذا الانفجار واكتفيت ان اكون شاهد سمع/شاهد دون مشاهدة اي شيئ/ أفكار تتخبط وهلوسة شديدة تعشعش في رأسي ، كيف وصلت شارع الحمرا لا اعرف هذا الشارع الاهم في دمشق الذي كنا نطلق عليه أيام الدراسة سابقا/شارع العشاق/ وللأسف اليوم لايوجد به آي عاشق، شارع كئيب لايوجد به آنارة أصوات المحركات الكهربائية منتشرة ومتصاعدة في كل ركن من أركانه، تلوث سمعي يدفعك للهروب من ذاكرتك الجميلة
حتى الهواء به نسبي،
رغبتي الأن الرجوع إلى البيت وأتذكر كي أكتب أكثر وأكثر ولكي لا أنسى هذه العبارة(لا جديد تحت الشمس .)
■■ الإعلامي الدكتور
سامي السعود.