(كنت أدري)
كنتُ أدري أن سماءَك ستمطرُ في قلبي
وتحطُّ أنفاسك الرحالَ فوق شطآنِ تعبي
جئتَ كغيرِ الرجالِ
محمّلاً بالبأسِ
مخضّباً بالآمالِ
ورفضتَ التودّدَ لامرأةٍ أخرى
تعطيكَ ماليس عندي
أوتُسَكّنَ روحكَ أحلاماً مازلت ُ أطاردها في ليلِ سهدي
…
وأدري
أنّك رجلٌ من رجالِ الصّمتِ،رجلُ حبٍّ
وأنا ما زلتُ أحبو في دنيا الهوى
ألهو بحلمٍ وبقايا قمر
وألوذُ بدميةٍ وذكرى عطر أمّي
ما زلتُ متأخرةً عنك بعشقٍ وجنون
فمتى أدركتكَ أدركتُ الشجون
وأنّني مهما حاولتُ الوصولَ إليك
بقايا خوفي سترجعني
فهل تدري؟
…
كنت أدري أن عينيك الثكلتين
سترخي سدولهما على آخر مساءاتي
تُعتقُ آخرَ العَبَرات
وتلملمُ يداكَ الضالتانِ فتاتَ أناتي
لا تفصح رفيقي عن غياهبك بالكلام
قد باحت حناياك بأشهى الكلام
فذبتُ طويلاً وطويلا
ونصّبتُ براعمي تذكاراً فيها
لا تواريني حبيبي عن عينيك
فأنا قد نفيتُ نفسي إليها
وأعلنتُ اعتصامي عندها،ريثما اهتدي
فهل تدري؟
…