Uncategorized

علي حافه القبر

على حافة القبر

أنت الذي كنت تمشي
يوما ما … وقتا ، ما
تلبس معطفا، ما

قد يكون كشمري
أسودًا مخملي
وقد يكون باريسي
أو قد يكون أمريكي

لا يهم …

أنتَ كما أنتَ
أنت الذي كنت
تصدح .. يوما، ما
للنجوم شكواكَ

أنتَ كما أنتَ كامتداد
الفصول..
كامتداد النور المخذول
كامتداد الظل
على الظل
كامتداد الاشيء
على الاشيء

كامتداد الزهور
بين حقول الشتاء
على القسماتْ
الجافة …
كأرض الصيف الممتدة
في صمتكَ … في نرجسيتكَ
في ارتباطك المستمر بالحياة

لا حياة لكَ

وأنتَ وأنتْ المسافر
وأنتَ وأنتْ المهاجر

على متن قطارِ
الآسى..
إلى مثواكَ

تحمل خلف الذكريات
ذكريات .. بكل الألون
أو بلونٍ ..واحد

لا يهم ..

وخلف السكون ضجيج
وخلف التراب موتكَ

لا يهم …

أنت الذي مررت نجمة..
ذات مرة على أرضٍ
كلّ من عليها ..
كلّ من يسكنها..
كلّ من تنفس هواها
كلّ من ذُبح على صدرها
كلّ مولود سقط من خصر أمه
على زجاج قبرها
خصمكَ …

كم مرة رقصت فيها على أنين الأشلاء الخائفة من برد الضوء، كم مرة دعست
فيها على جراح ضحياكَ

كم معزوفة سمعتها وأنت سكران
لم تنتبه أن هناك وردة تصرخ تحت اقدامكَ

هل بقي شيء تاخذه إلى قبركَ !؟
وأنت على محطة السفر
تنتظر … وتنتظر
انطلق القطار

أيها المستريح على أريكة الذاكرة
الرمادية بعد رحيلكَ !
لا يهم …

لا يهمكَ
شيءٌ … أو أشياءٌ
لا يهم …

أن تتركنا أموتا .. او تتركنا أحياءًا
أو نصف أحياء أونصف أموات
بعد رحيلكَ
فليس هناك من لا يُدينكَ

أيها الميت في دنياكَ
المُلك لله وليس لكَ

كلّ من عليها فان وليس
يبقى … إلا وجه ربك

أيها المغرور حتى بعد موتكَ
لم يعد من اشتهى يومَ
نعيّكَ … ينعاكَ

فكل ناعٍ اشتهى نعيّكَ
لم يعد ينعاكَ
لم يعد يذكركَ .. حتى
لم يعد هناكَ
في مكانكَ … غير هناكَ.

فارْحل واترك مكانكَ
فليس هناك من لا يدينكَ
فليس هناك من ينعاكَ
ليس هناكَ
إلا من يُدينكَ

الصغير إدريس الجزائر🇩🇿
08 فيفري 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: