
بيت الأدباء والشعراء
– لأنه الله لن أنتحر، ولأننى العبد المحبوب المبتلى سأصبر.
– لأنه الله لن أنتحر، ولأننى العبد المحبوب المبتلى سأصبر.
عسى أن يكون صبرى هذا على البلاء مكفراً لذنوبى ومثقلاً لموازينى.
فالمسلم يُبتلى في حياته لحكمة لا يعلمها البشر، بل يعلمها رب البشر سبحانه وتعالي.
حيث يقول الحق سبحانه وتعالي :
﴿ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [هود: 11]
أما الانتحار !! فما هو إلا هروب من الواقع بطريقة سلبية، غير عقلانية، تغضب الخالق سبحانه وتعالي.
والدليل على ذلك قول الحق – سبحانه وتعالى – فى كتابه العزيز :
(وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء| 29.
وهذا دليل بيّن على تحريم الانتحار فى الإسلام.
ومن خلال صولاتنا وجولاتنا فى الحياة نواجه الكثير والكثير مما يرهق الذهن ويؤلم الجسد.
ربما قد تكون متاعب الحياة قاسية علينا، لكن لأنه الله الذى لا يغفل ولا ينام أبداً، كى يدبر لنا أمور حياتنا، علينا أن نواجه تلك المتاعب والأزمات بإصرار وصبر واثقين فى قدرة الحق سبحانه وتعالى على أن يجعل ذلك الحزن ينجلى و تلك الأزمات تنقضى.
لا شك أننا جميعاً نعانى كثيراً من ضغوطات الحياة القاسية علينا، لكن لماذا لا نواجهها وننتصر عليها !؟
لأنه الله ، أعتقد أننا لسنا بحاجة إلى الانتحار وقتل أنفسنا من أجل الهروب من خطأ فعلناه أو أزمة نواجهها.
لكننا نحتاج إلى قتل ما بداخلنا من يأس وضعف إيمان، كى نستطيع أن ننتصر على متاعب الدنيا.
لكن ما الذى سيدفعنى إلى الانتحار وأنا على علم تام برحمة الله بعباده !؟
-أهو الخوف من الفضيحة ، نظراً لفعل مشين قد فعلته، وأخاف من أن يعيبنى أمام الناس إذا علموه.
أهذا ما سيدفعنى الي الانتحار !!
-بالتأكيد لا ، لأنه الله ” الستير ” لن أنتحر.
فلولا ستر الله علينا لما جالسنا أحد، و دليلى على ذلك :
أنه قد روى أحمد وأبو داود والنسائي عن يعلى بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر” وصححه الألباني.
أم تلك الذنوب والمعاصى التي ارتكبتها هى التى ستدفعنى إلي الانتحار !؟
أخوفى من عقاب الله يجعلنى أنتحر ومن ثمَّ أموت كافراً !!
بالتأكيد لا، لأنه الله ” العفو ” لن أنتحر.
ألم يكن من الأولي أن أتوب إلى الله عز وجل توبة صادقة وألا أعود الي تلك المعاصى مرة أخرى كى يغفر الله لى ويعفو عنى !؟
ودليلي علي ذلك هو قول الحق سبحانه وتعالي :
( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) الفرقان/70
أمرضى هذا هو ما سيدفعنى إلى الانتحار !؟
من ابتلاني بالمرض ؟ هو الله
ومن سيشفينى ؟ أيضاً هو الله
إذن لأنه الله ” الشافي ” لن أنتحر.
وانا علي ثقة تامة في قدرته علي شفائي
حيث يقول الحق سبحانه وتعالي في كتابه العزيز :
( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) الشعراء/80
أهذا الفقر الشديد يستحق أن أنتحر بسببه !!
ربما لا أملك مالا، طعامًا، ثياباً، مسكنًا.
لكننى أملك قناعة ورضا بما رزقني الله به و أدعوه أن يرزقنى بما أحتاج.
ولأنه الله ” الرزاق ” لن أنتحر.
وخير دليل علي ذلك هو قول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز :
(قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) سبأ/39
رغم كل ما يحيط بنا من هموم ومتاعب، لا ينبغي علينا أن ننكر أننا فى زحام من النعم التي وهبنا الله إياها.
لذا علينا أن نحمد الله و نشكره على كل شئ.
لأنه الله ، فهو أعلم بما هو خير لنا.
-إن كنت في هم وضيق، لا تلقَ بجسدك في الماء او أمام قطار.
اذهب بقلبك إلي الله الرحيم بعباده مهما كانت حالتك وألح في الدعاء واذكره واحمده كثيرًا .
قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ. {الرعد: 28 }.
فالانتحار مُحرم و الدليل على ذلك أيضا :
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا) متفق عليه.
أخيراً، أنهى حديثي بقول الحق – سبحانه وتعالى – :
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} الحج/11
– أفيقوا، ولا تجعلوا الدنيا أكبر همكم.
إياكم والانتحار.
____________
د أحمد شعيشع